حالة الوضع التي لم تنتهي ...

By 8/16/2014 11:32:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



طبيعي أن يهتم الجميع بالام التي تحمل في أحشائها حياة جديدة... و يكون الاهتمام بها مضاعف خاصة في ساعات ولحظات الولادة التي قد تكون خطيرة صعبة مرهقة مضنية للأم ومن يعتني بها والتفكير حينها ليس في معاناة الجنين عند خروجه إنما في سلامته وسلامة أمه واجتيازهما المرحلة بسلام ...


ولكن ليس من الطبيعي انه بعد انتهاء الولادة ان يعلق الجميع في تلك المرحلة و لا يخرجوا منها ...

أن يبقى الجميع متأهبين كما لو أنهم في إنتظار مولود ... جاهزين للعناية بالأم التي في حالة الوضع مع انها وضعت و انتهت !

كلنا يعرف الفوضى التي تصاحب الولادة وتزيد الفوضى إن لم تكن الإستعدادات والإحتياطات مجهزة بمعرفة مسبقة لما يمكن أن يحدث بكل الإحتمالات من خلال التجارب السابقة المتكررة ... فهذه ليست أول ولادة في التارخ البشري ...

ولكن أن تنتهي الولادة وتخرج الأم سالمة والجنين بخير رغم ضعفه و رقة و هشاشة عضمه ... ولكنه بخير، سيحتاج بعض العناية ويتقوى عوده رويدا رويدا .

ويبقى الطبيب والممرضات في غرفة الولادة ممسكين بالأم وينتظرون مولودا أو على الأقل يوهمون الأب ومن ينتظر خبر الولادة بان العملية مستمرة و أنهم يقومون بما عليهم لإنقاذ الأم والجنين...

فما نسمي ذاك؟ 

والأدهى أن الأب بعد أن سمع صوت الوليد ورآه يُنقل الى غرفة العناية والتجهيز وفرح به و إستبشر و فرح أهله وأهل الام يجلسون منتظرين إنتهاء الولادة مصدقين شاكرين الطبيب على جهده الذي يبذله لأنه يعتني بالأم وحالة الوضع لديها التي يسعى الطبيب وطاقم التمريض على أن تطول المدة مادام الأب والام سيدفعون الفاتورة 

- توقف هنا عندك ... 
ليس منطقيا أن يحدث هذا ولا يقبله العقل والمنطق
- أليس كذلك؟ غير منطقي؟
- أكيد هل الأب أهبل ليصدقهم؟

أتدري؟ 
نعم الأب أهبل من النوع الذي يغطى بقول طيب ...
هو أهبل ولكن لتخفيف التأثير يقال طيب...

ورغم ان هناك من كان ينبهه أن العملية إنتهت وأن الوقت الآن للإعتناء بالطفل وأمه وتنشئته تنشئة صحيحة والإهتمام بالأم لتعود اليها عافيتها وينير وجهها بهذا الوليد و يرجع الجميع الى اعمالهم ... 

ولكنه كان يتعاطف مع الموقف ولا يفكر فيه بعقل فكان يسكت تلك الأصوات ويجلس في غرفة الإنتظار على أمل أن يؤكد له الفريق الذي اختاره لتنجب زوجته عنده نجاح العملية 

لا أتقبل هذا ... انه حمق 

لا صدق فقد حدث هذا بالفعل حدث تماما والتفاصيل أكثر مرارة ...

تابع اخبار بلد إسمه ليبيا وستعرف أن هذا حصل ... ولادة بإسم ثورة وربما ما نسيه الجميع هو أن الملك بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء بغض النظر عن الوسيلة فالأمر بيد الله وحده وبتسخير منه للكل شيء ، والذي حدث فعلا أن الجميع نسي المولود وإستمر في عملية الولادة فكان الطبيب يخرج على الزوج وأهله ويقول ... أنا من أنجح العملية ... لتأتي الممرضة من بعده وتقول لولا وجودي معهم لما كان كل شيء سهلا ولما نجحت العملية ويكمل مساعد الطبيب أنه لابد من الإستمرار في العملية حتى تتأكد لنا النتائج ...
وهم في الغرفة يخططون لكيف يستنزفوا ما لدى الاسرة من أموال وأرزاق وإرث وثروة لم يسعى أهلها للمحافظة عليها أو استغلالها 

ولم يكن الأب يملك عقلاً ليسمع صوت المنطق في أن العملية إنتهت والجنين حي يرزق فالأجدر الآن الإهتمام بالوليد وأمه كي تستمر الحياة وتأخذ مراحلها وتتطور ليكبر الطفل ويشب لتتطور الحياة ويهنأ الجميع و يسيروا طريقهم ... 

تمسك الجميع بفعل الثورة وإسم الثورة والثوار لأنهم وجدوا فيها التصفيق والتطبيل بل والأموال الطائلة... وهل يعقل ان يشتهي احد لحم دجاجة ذهبا تبيض؟

العامة صفقوا بعاطفة خالصة لمن قاتل بغطاء جوي مهّد الكثير وأعطوا تصفيقهم المستمر لكل من قال كلمتين مرتبتين ونادى بالثورة واستمرار فعلها للمحافظة على مكتسباتها " مكتسباتها التي كانت تسميات ولم تكن واقع ملموس الا بعضا من الوقت" وكلما أتى أحدهم ليقول أنا حررتكم أنا ضحيت من أجلكم طأطأ الكل الرؤوس وأخذهم الصمت ... أليست هذه طيبة الهبل...؟

إن كنت ضحيت أو قاتلت فإنك فعلت ذلك لله "إن كنت صادقا كما قلت لتوهم الجميع انك مقاتل من أجل الحرية و العرض و الارض" وليس لأجلي او لأجل غيري فقط بل لأجل حتى نفسك وان كان كذلك فإنك لست الوحيد.
وهناك من لم يقاتل بالسلاح ولكنه كان سببا في دعمك بقتاله بالكلمة والصورة والدعم المعنوي و الحسي و المادي وحتى الطبخ والصبر والتنظيف ...

ولكن طيبة الهبل جعلت الجميع يعطيك قدراً أكبر من قدرك ... متناسين أن من قُتل وكتبت له الشهادة فإن الشهادة يكتبها الله وليست هيئة المحاربين ولا الثوار وليس قول أهل القتيل أنه شهيد ... فدم الشهيد له مسك يوم القيامة ولا علاقة له بما على الحي أن يقدمه لبقية حياته لعله ينال درجة الشهادة دون دماء ...

ولكن العامة عاطفية وتأخذها العاطفة والحنية ووصايا الشهداء ... الذين لم يخطر على بال أكثرهم أنهم سيلاقوا ربهم في تلك الساعة ... 
نسأل الله أن يغفر لنا ولهم نعم ... ولكن لنتوقف عن العاطفة وننظر الى الواقع قليلا ...
فالطفل قد ولد و الأم بحاجة للإهتمام وهو محتاج للرعاية و الأهل بحاجة للرجوع الى أعمالهم والتوقف عن تصديق كل من شارك في عملية الولادة أنه هو كان السبب في نجاحها 
فلولا الله ما تحقق شيء ولولا الله لما كان احدنا يتنفس اليوم … 

ولولا شرور انفسنا لما سفك الدم وما تشرد العقل و ضاق الصدر ...

ولولا الجهل المتحجر في العقول لما كانت أيامنا تقضى في البحث عن الاساسيات و البديهيات في عصر أصبح الابداع فيه يقاس بجودة صور كوكب المريخ و نوع المركبة التي تسير هناك ... 


لا ليس منطقا ان نقيس بكوكب المريخ ... فنحن أهل رسالة ان كنا لا زلنا نذكر ... و الرسالة تتطلب منك ان تخرج من غرفة العلميات و الانتظار و الاتجاه الى عملك ... 

و على الاقل تتطلب منك بعض الوعي و الخلق ... و الله انه لامر سهل بسيط يسير ميسر ان تتحلى ببعض الاخلاق و الوعي

... و الله ... 



شكراً