الراعي ... و بعض من عقل ...

By 7/28/2013 12:18:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



يمكن ان يهش الراعي قطيعه في الاتجاه الذي بريد ... فقط بإلقاء حجر في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يريد أن يتجه القطيع اليه ...
 
وما يفعله القطيع هو السير تماماً في الاتجاه الذي يريده الراعي ... 

وكما حدث مع الراعي الذي استنجد بالقرية مرتين وكان كاذبا ... في الثالثة لم يصدقه أحد ... لان لديهم عقل يفكرون به ويحسبون أنهم لا يجب ان يقعوا في ذات الفخ مرة أخرى ... 

هنا أستُعمل العقل ومن إستعماله ضرورة التأكد من صحة الخبر قبل التفاعل معه او إعادة نقله ونشره ... وذلك يحد من تأثير حجر الراعي الذي يصلح مع القطيع ولكنه لا يصلح مع الإنسان لانه يستعمل عقله ... وربما يصلح ان لم يحاول الانسان استعمال عقله ... ربما ... 

ومن استعمال الإنسان لعقله انه يستغل وقت الرخاء او الراحة او الهدوء على الأقل بتطبيق المثل " اربط تلقى ما تحل " 

رغم أننا نتمنى أن تكون القلوب في الفوضى تماماً كما كانت في الاحتفالات بالذكريات السنوية للمناسبات التي توقف كل الخلافات وتجمع الناس على قلب واحد حتى تنتهي الألعاب النارية ويصبح الصباح لتعود الخلافات كأن لم يرقصوا معا البارحة ... 

هل يمكن أن نتفق على الاهتمام بالأمور المشتركة التي يحتاجها الجميع ؟ من أساسيات وقواعد الحياة التي يمكن الوقوف عليها لأجل ايجاد حل لما عليه اختلاف؟

التعاون منا نحن عامة الناس يكون بأن نكف انفسنا عن تناقل كل خبر وكأن البعض يعمل في وكالة أنباء سيكافأ أنه اول من نشر الخبر. ويجازى عليه خير الجزاء ... 

لا وجود لذلك ولن يحدث وليس هناك جائزة لأول من نشر خبراً...
وكل خبر بات يتردد في أكثر من مصدر وإن كان ملفقا مزورا أو أنه ملغّم بكلمات و اسلوب ... ليقود من يقرأه إلى فكر معين في اتجاه معين كأنه نوم مغناطيسيا ... ذلك ان لم يتعقل ويحلل ويعمل المنطق فيه ... 

هل يمكن أن نكون عونا لأنفسنا بالتكاثف حول فكرة التعقل والتدبر والتفكر لكي لا نكون عونا لخبر الراعي الكاذب على قريتنا؟

هل يمكن ان نتوقف عن اتباع الفكر الجماعي في السوء ... 
ونعمل العقل لنوقف الفوضى وحالة الهلع... حتى يهدأ الغبار ويتضح المنظر والمشهد ليعرف الجميع ما عليه فعله من واجب يقع عليه ولو ان يكون ان تصمت عن نقل الأخبار؟ 

ربما لا يكون ذلك حلا ان كان عملا فرديا ... ولكنه بالتأكيد سيكون مؤثرا ان كان عملا جماعيا ... ليكن الشعار فيه ... لنبدأ بانفسنا مع بعضنا لابعض ... جميعا دون استثناء ... وخلاصة هذا العمل ... التعقل والتدبر ومراجعة النفس قبل نقل الخبر واتباع القطيع او جره ...


شكراً