خلق الجن و الانس ليتزوجوا؟ ...

By 7/22/2013 06:17:00 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 




هل قرأ أحدكم شيئا كهذا؟
ما خلقت الجن والإنس إلا ليتزوجوا؟

يبدو كذلك ... فقد بات هم الغالبية هو الزواج والحصول على زوج / زوجة ... 
وهذا لأننا صعّبنا وعقّدنا الفطرة والطبيعة واكثرنا شروطها وعراقيلها وزدنا الهموم على انفسنا حتى بات الحرام أبسط من البساطة في الزنا والعلاقات والخوض في الرذائل ... بل هناك من يتباهى به علنا بلا خجل.
 
وبالمقابل توضع الشروط للزواج الذي يمكن أن يكون أبسط من الحرام بكل المقاييس... وليس القصد بالشروط هنا ما يشرطه اهل الفتاة على الخاطب لا ... بل هي شروط اجتماعية بات الشاب نفسه يصر عليها لكي لا يقل قدره امام مجتمعه ... مع ان هناك من لا يعتبر خوضه في الحرام تقليلا من القدر ، ربما لان الكثيرين لا يدرون عنه شيئا ... 

تعي معنى الحرام؟ تعرف نتائجه؟ تعرف معنى انتشار أبناء السفاح في المجتمع ؟

صحيح نحن بالغالب سننكر وجود هذا الشيء في مجتمعاتنا "المحافظة" ... فلا وجود له ولا اثر الا حالات "فردية" هذا ما سنوقل غالبا ...
و ليس هذا ما يقوله الواقع في اغلب الاحيان ... فهو اقوى من الانكار بأشواط ... 

بالرغم من كل الصعوبات في الزواج من إهمال التهيئة والتربية والتنشئة الصحيحة المبكرة للجنسين لتحمل المسؤولية إلى وضع مواصفات قياسية لإتمام الزواج من بيت وسيارة وأثاث وعرس وحتى تلك الأشياء التافهة الصغيرة التي ينفق عليها الكثير لتعطى للنساء عند خروجهن من العرس وفيها حلوى لم يعد الكثيرون يستسيغونها ... ولا ننسى فخامة بطاقة الدعوة ... التي لا حاجة لها في الحرام وربما بثمن بطاقة واحدة بات قضاء الحاجة ميسرا في الخفاء عن الناس وليس إله الناس وربما أقل ...
 
والنظر لكل تلك العراقيل التي نتفنن في تسميتها أصول وعادات ونفلح في الدفاع عن رغبة الفتيات في الحصول عليها كما بنات جيلها ... بل حتى الشباب يعيب على نفسه عدم الحصول عليها و القيام بها ... 

وما المقابل ؟؟

تأخر الزواج وعدم قدرة الجنسين التحكم في ما خلق الله في انفسهم لفترات طويلة من العمر جسديا نفسيا عقليا وعاطفيا ... 
لماذا ينكر الناس نضوج الأجساد ؟و البلوغ؟

أم انهم لم يمروا بهذه المرحلة من النضح و الحاجة؟
أم أنهم متأكدون من مناعة الأبناء والبنات مدى الحياة؟ مع توفر كل مغريات ومهلكات خارجية وداخلية ... 

لا... لن تعمل الطبيعة عملها في الجسد حتى ينضج العقل ؟ هل هذا ما يحدث؟ 

هل هذا هو الحال و الواقع؟ 

أم أن ما بالإجساد والأنفس يقود مجتمعنا مع إنسداد العقول إلى هلاك أخلاقي نسأل الله ان لا نعيشه كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ؟
والخير فينا لنفيق... وهتم باخلاقنا حتى يصلح كل حالنا بما في ذلك حال سياسيينا و حاملي السلاح ايضا ... 

تسهيل الفطرة عند الغرب وإن كان بطريقتهم المعوجة... وسماحهم بالزنا والحصول على الحاجة كالانعام متى ما أرادوا ... فرغّهم للاهتمام بغيرها بعكسنا نحن المسلمين ... حيث اغلقنا ابوابها ففتحت الاف الابواب التي اهلكتنا و حطمتنا أكثر من تحطيم أي عدو لبنيتنا الاجتماعية ... 

لا نطالب إلا بالاستفاقة لإعادة السهولة للحلال ليصعب اللجوء للحرام وربما يغلق باب الحرام قدر المستطاع ... 

لنعود حقيقة إلى قول الله عز وجل ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

ولندرك ان كل ما خلق لنا في الدنيا ليس الا ليسهل لنا العبادة التي لا تقتصر على الفرائض والسنن فقط... بل كل حياتنا عبادة شرب و اكل و نوم ... حتى الزواج عبادة القوامة عبادة طاعة الزوج عبادة الإنفاق على الأهل والعيال عبادة حسن تربيتهم عبادة وفيها اجر عظيم لو علمه الناس ما صعبوه ولا عقدوه ولا حطموا بنيانه 

وليعلم الجميع أننا كمجتمع يمكننا ان نوجد حلول كثيرة ولا يتوقف الزواج على انتظار البنات في المنازل او خروج بعضهن لإيجاد عريس بأي طريقة كانت وتبررها إحداهن "باسعى يا عبدي وأنا نعينك" ... وما هذا التبرير الا انعكاس لما بالنفس من احتياج و ما بالعقل من نضج قد لا يسع معه السماح بهكذا عقلية ان تقيم بيتا تربي فيه ابناء ... الا بعد تهيئة و تدريب و توعية حقيقية ... 

وفي المقابل يرفض الغالبية أن يعرض الأب ابنته على من يرى صلاحه؟ 

بالمجمل لدينا الإمكانية لتصحيح الوضع وتصحيح المفاهيم للانتقال إلى مجتمع فاعل فاهم وليس مجتمع تُبّع مقلد يخاف بعضه أكثر من خوفه من الله .

الحلول بأيدينا وينقصنا فقط الاعتراف والرغبة في الحل مع إزالة الحرج عن بعضنا البعض 
وذلك أطهر واستر من محاولة الفتيات الإيقاع بالشباب والشباب استغلال الفتيات لأجل أن يقال عنهن "حرم فلان" او ان فلانا تزوج ويزول الحرج عنهن في مجتمع لم يقّدر الصغير ولا الكبير ولا المطلق حتى من الرجال ولا النساء ولا الأرملة وصغارها
إلا من رحم الله ممن لم يستغل وضعهن ولا يساومهن ولا يرفض زواج ابنه من مطلقة او أرملة ...

نملك الحل ولكن ينقصنا لتطبيقه الشجاعة ...
لنعيد الحلال لما هو عليه في اصله من سهولة ... 

الموضوع أكثر تشعبا وطولا ولكن بالداخل من يقول توقف فلن تغطيه كله فمن يقرأ بعقل يعرف تماماً ما تعنيه ويراه أمامه في الواقع وبحاجة فقط لبعض شجاعة للاعتراف


شكراً