في آن و احد ...

By 7/13/2013 10:48:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته






اجتماع جمع الكل ... 

الشعب قرر أن يكون حل لكل ما في البلاد ...

اجتمع العقلاء... طرحوا كل المشاكل التي تُرى نتائجها في الشارع و تأثيرها على المجتمع . 
كان العرض واضحا دون مجاملات ولا تنميق كلمات ولم يكن بين الحاضرين أيا ممن يرغبون أن يكون صوته أعلى من غيره 
لأنهم كانوا متفقين أن المصلحة العامة تعود على الجميع بالمصلحة الخاصة وبأكثر أمن و بركة ...

اختفت كل مظاهر الخصام ودب الوئام واجتمعت القلوب على هدف واحد. 

وبدأ العمل جديا لأجل هذا الهدف

عرضت كل المشاكل وتحدث الجميع عن الخصومات واعترف الكل بكل ما في البلد من سوء تدبير و تقصير و فشل أنظمة الإدارة بالعقلية العقيمة والمركزية الفكرية البعيدة عن تحمل المسؤولية و الإتكالية و الانتهازية و اعتبار أن ما للدولة هو لمن استطاع إليه وصولا ، و ضياع مجهودات تبذل تذروها الخصومات و تحطمها المصالح فتنتهي مصلحة عامة لأجل مصالح خاصة و كل ما فيها من تقصير وقلة تربية واهتمام بتنشئة نسل خلوق وإهمال في التعليم والرعاية ونقص الخدمات وضعف جودة الحياة وسوء حال المياه والكهرباء 
والخدمات الإدارية والقضاء و عدم إتباع القوانين و الفوضى في اغلب ما وقع عليه العين... 


الكل اعترف بالتقصير في حق عمله وواجباته وأبدى الندم على التفكير في المصلحة الشخصية وتقديمها على العامة وان ذلك لم يأتي إلا بالخسران في كل المصالح عامة وخاصة .
قطعت الكلمات التي لا حاجة للجميع لها فالأمر واضح معروف ولا يحتاج لشرح و ما الاجتماع هنا إلا لإنهاء هذا الانحدار ... فاتفق الجمع على اختيار شخصية صالحة لمنصب قيادة الحكومة والبلاد للخروج من هذا الوضع وأخذ خطوة نحو مربع جديد...

طلب من الحاضرين تقديم اقتراحاتهم ومن كان يرى انه قادر على القيادة ليسجل اسمه في الاقتراع 
تقدم كثيرون بأسماء أناس لم يرهم من قبل احد ولا يسمع عنهم وأغلبهم حصل على تزكية من أكثر من جهة وطرف وشهد لهم بالاجتهاد والصدق والإخلاص 
اجري تحري عن خلفياتهم وجمعت بياناتهم وتاريخهم المهني وعرف عن كل منهم مدى قدرته حقاً على القيادة بأمانة مستطاعة...
اختار الجمع بالتصويت ثلاثة منهم ليتم الاقتراع و واختيار من بينهم ... 

اختير من رأى اغلب الحاضرين أنه الأنسب فعلا لهذا المنصب الحساس ، أرسل إليه الخبر أن الناس اختاروك لتكون رئيساً للبلاد في حكومة سيتم تشكيلها بعد توليك المنصب...
وقف صامتا ينظر إليهم و يهم منه ينتظرون جوابا ... نظر إلى صديق له قديم بينهم ... فأومأ له بأن هيا ... لقد اختارك الناس ...

طلب الأذن للحظات قبل الخروج معهم ...

فتوضأ واستخار ... في سجدتين ودعا الله أن الناس قد اختاروه وأنهم بهذا الحمل كلفوه طلب العون والسداد والنجاح فيما عليه ائتمنوه ...

اجتمع كل العقلاء و المهتمين بمن اختاروا رئيساً للتشاور في من سيكون حوله لعونه لتسيير شؤون البلاد وكان الاختيار بعد اقتراح أسماء والتحري عنها والتأكد من أهليتها للعمل على وضع أساسات يرقى بها الإنسان و به ترقى البلاد .

اختيرت الحكومة من سبعة أشخاص لعون الرئيس الجديد ، أعلن الخبر فاستبشر البشر في كل مكان من ارض مسطحة شاسعة عميقة الثروات قليلة الأنفس ...

طلب الرئيس اجتماعا بالسبعة المكلفين  ...

خرج منه ليلقي كلمة على مسمع كل واع راغب في تحسن وضعه ومعيشته و يبحث عن خيره و خير البلاد ...
في تلك الأمسية و دون تأخير على الشاشات و الإذاعات و كل أثير ...
انحنت الأعناق نحو الشاشات بانتباه ...
ليسمع قول من اختاروه بأنفسهم دون أن يرشح أو يطلب حكمهم و إليه يسعى...

السلام عليهم ألقى... بعد أن حمد الله ودعاه أن يعينه على ما دعي إليه من الناس
قال:
هذه فرصة أن نحقق لأجلنا شيئا نكون راضين عنه في حياتنا وبعدها ... شيئا يشهد لنا يوم الشهادة بأننا ما أتينا الدنيا ومنها خرجنا صفر اليدين ، نحقق الخير بالنفع للجميع وننشر المعروف بين الناس بالعدل ونرفع مستوى الإنسان ليرقى بالمكان ويحظى فيه بالأمان وينسى هموم أساسيات الحياة ويخدم أخيه الإنسان ، لا تتوقعوا مني أو ممن معي أن ننجح في هذا الاختبار ، فلسنا أصحاب قوى فوق الطبيعة تخولنا إعطاء الوعود وإطلاقها لنرى الفرحة على وجوه من أمننا على عنقه وماله وعرضه ، وإن كنت يا من تسمعنا تريد لنا النجاح والتمكن من الوصول إلى كل ما نحلم به جميعا فتأكد انك أنت صاحب القرار في هذا ولسنا نحن ، لأنك أنت الموظف وأنت المعلم وأنت رجل الشارع والتاجر والصائغ والطالب أنت أيتها الأم المعلمة المربية الطبيبة الزوجة الأخت ، انتم أصحاب القرار ...
فقبل أن نطالب نحن بإنجاز ما نحتاج جميعا لنعيش ... فإننا نطلب منكم الأمانة في أداء العمل والأمانة والإخلاص في الواجبات.
موظفا في الدولة أو مواطنا على حال سبيلك... فجميعنا نعيش على هذه البقعة من الأرض وجميعنا نرغب في رفع جودة حياتنا لترقى لمستوى إنسانيتنا... 

ولأجل ذلك فإنكم مطالبون بواجباتكم كي نتمكن من أداء واجباتنا 
كما اتفقنا جميعا لنتأكد أن المصلحة العامة هي أفضل طريقة للحصول على المصلحة الخاصة و بكل بسهولة 

فهل انتم معي في هذا؟
قالها و هو يرى صيحة نعم تخرج من عروق الرجال مدوية في أعينهم ... عبر الشاشات و بها كان موقنا ... 

لن نحدد فترة زمنية لإنجاز ما نحلم به جميعا... إنما على قدر اجتهادكم وإخلاصكم وأمانتكم وتعاوننا جميعا... ستكون النتائج أسرع وأقرب لرؤية تأثيرها على حياتنا اليومية .
لنتفق أننا جميعا رئيس هذه البلاد كبيرنا وصغيرنا ، كل منا له إدارة يدير شؤونها في البيت والعمل والطريق و الدراسة و التدريس و قيادة السيارة و السير في الطرقات ... 
لنفعل ذلك حتى نتمكن من تحقيق ما نرجوه ...
لنتعقل في كل ما نفعله ونهتم بالإنجاز قبل الاحتفال به...

ولنعلم أننا كلما كان تعاوننا أكثر... كلما قصر وقت التنفيذ ، والتنفيذ لن يكون سريعا لأنه سيكون على مراحل و هذا دائما حال البناء ... و تعاوننا سيجعل كل شيء أسهل و أسرع ...

نحتاج منكم أن تكونوا علينا رقابة و تنبهونا لما نرتكب من اخطأ و سيكون لذلك مسار يسهل وصول رأيكم و انتقادكم إلينا و الأبواب ستكون للجميع مفتوحة ...

والله الموفق وما علينا إلا الأخذ بالأسباب

ما أنهى كلمته حتى فاضت مشاعر السامعين والمشاهدين وما وجدوا إلا أن اختلطت الدموع بالفرح والابتسام والبهجة وكأن صدور الرجال ضاقت بما ترغب أن تقول. 

التفت إلى معاونيه نظر إليهم و اخذ نفسا عميقا وقال الآن نأخذ إجازة طويلة ...

استغرب الجميع... أي إجازة نأخذها ؟ و ماذا عن ما كان يقول؟ 

قال ليتصل كل منكم بأهله ويلغي كل التزاماته فإجازتكم ستكون من حياتكم التي اعتدتم فألان وقت العمل لتنجزوا ما سيشهد لكم به الله ورسوله والناس أجمعين 

اتخذت الإجراءات بتصفية كل الحسابات وتحويل الحكومة من تاجر إلى خادم يسير شؤون البلاد ولا يتاجر في ناسها ...

ولتوفر الإمكانيات المادية والموارد البشرية وكثرة الاحتياجات في كثير مجالات لإعادة الترتيب والتنظيم فقد سار العمل في كل المجالات بشكل متوازي دون تأجيل جانب على حساب آخر ولا إهماله ... و دون إعطاء أولوية لشيء دون آخر فالأمر يقضي بان كل ما بين أيدينا و ما نحتاجه هو أولوية و لا ينقصنا إمكانيات لفعل ذلك ... إنما بحاجة لعزيمة رجال و تنظيم ... 

جُمع خبراء القانون والقضاء والمحامين و الفقهاء لمراجعة كل القوانين وتحديد فوائدها من عدمه وإلغاء كل قانون يعرقل العمل ويعطل الحقوق ويخالف فطرة الإنسان ولا يعطيه حقه وسن قوانين تدعم الفطرة والأمن وحفظ الحقوق وتردع المخالف قبل المخالفة وأستعين في ذلك بكل الخبرات والإمكانيات وحتى من كان فقيها في علوم الحياة والطب والعلم و التقنية ...
وفي ذلك الأثناء كلف عدد كبير من القضاة للفصل في كل القضايا العالقة دون تأجيل ودون تأخير حتى تُرد الحقوق لأصحابها بما يتناسب وكل حالة، وجُند لذلك العدد الكافي لإنجاز العمل في وقت سريع بشكل دقيق ...

جُمع التجار وأصحاب المصانع والأموال وأستمع إلى ما لديهم من آراء حول توسيع نطاق العمل وتسهيله وفتح مجالات جديدة في الصناعة والتجارة وتوسيع نطاق التوظيف لتستوعب أعدادا كبيرة من الشباب والعاطلين عن العمل في كل المجالات 
لسن قوانين ومراجعة السابق منها لإعطاء حرية أكثر للتجارة والصناعة مع تطوير أساليب مراقبتها والحفاظ على جودتها ومنع جلب بضائع إلا بمواصفات تصلح للاستخدام في مناخ وطبيعة البلاد وعاداتها فيما يفيد في تطوير العقول والأفكار 
وفتح المجال لتمويل المشاريع التي ستشرف عليها جهات علمية مختصة بالاستعانة بخبرات عالمية بعد دراسة احتياجات البلاد وما يتوفر فيها من موارد وما يحتاجه السوق ليتوفر محلياً و يدعم الإنتاج المحلي على ما يتم استيراده وليفتح ذلك مجالا لعمل الشباب وإنشاء المشاريع التي تساهم في توظيف العاطلين من كل الفئات

جُمع العقلاء أصحاب الخبرة في التعليم والتربية والتنشئة لدراسة وضع التعليم في البلاد وإيجاد بديل عملي يُطبق ليختصر وقت الدراسة وينتج جيلا متعلما لا جيلا حاملا فقط للشهادات ، حتى يستفيد الوطن من قدرات الإنسان قبل ان تستهلك في مقاعد الدراسة و الاستعانة كانت بتجارب عالمية و خبرات عملية في مجال تحويل التعليم من مصنع للأدمغة المشابهة إلى وسط لاستخراج مواهب و مهارات منتسبيه و إفادة مجتمعهم .

اعد تقييم كامل لوضع الصحة ومرافقها وتقييم العاملين فيها وأستعين بخبرات حقيقية محلية و عالمية لإعادة وضع هذه المرافق إلى مكانها الصحيح ، وفي الأثناء تأسس مستشفى ضخم بكل إمكانياته وأطبائه المتخصصين ليحل المشاكل الصحية الطارئة ودمج عناصر مختارة لتتدرب عمليا على كل التقنيات وتقديم الخدمات و توفير مصاريف السفر للعلاج خارج حدود البلاد ... 


جُمعت إدارات كل المؤسسات الأمنية والعسكرية بكل أنواعها ، حصرت وتحددت مهامها وبعد دراسة احتياجات البلد لكل منها في المجال الذي تعمل فيه، دمجت بعض الجهات وتقلص عددها حتى يتناسب والاحتياج الفعلي لواجباتها ولزيادة قوة أدائها و جعلها خدمة لأمن المواطن أينما كان ... 
بالاستعانة بالخبرات وضع برنامج لإنشاء دفاع مستقل عن الحكومة كمؤسسة تحمي البلد والمواطن جمع له كل من يملك خبرة ورغبة وإمكانية لان يكون في هذا النسيج المهم 
مع هذا الاهتمام والتنظيم قل عدد حاملي السلاح الغير راغبين في الانضمام إلى المؤسسة العسكرية ... فاتجه إلى العمل المدني وساهم بما يستطيع في مشاريع التنمية الخاصة و العامة كل حسب قدرته

وُفِرت إمكانيات و تعاقدات بعد الدراسة الدقيقة لاحتياجات كل مجالات الثروة المحلية بجميع تصنيفاتها و مجالاتها وأُعد مشروع لاستغلال الثروات الجاهزة لإتمام عملية الانتقال إلى مجتمع الوعي و الإنسانية ، لأجل عيش حياة أكثر رقيا و أكثر تأثيرا على البشرية ، لفتح مجالات عمل في قطاعات سياحية و إنتاجية و استغلال ما توفر من مساحات شاسعة و طاقة شمسية وتوفير إمكانيات لحياة أكثر اعتمادا على عمل و جهد و أفكار بعيدة عن الثروة النفطية ... 

كان ذلك والتعاون من الجميع واضحاً مؤثراً في كل شي ، الطرقات والمحلات والمؤسسات وكل الخدمات في كامل البلاد ، حتى المناطق النائية منها ... 
تنظم المرور وخف الزحام بالتزام الجميع بقوانين الطرق والمسارات المحددة لها وعدم التجاوز دون حق في الطريق 
قلت النزاعات المحلية و معها  الشكاوى و حُلت المشاكل بالتفاهم والتعاون بين الناس والجيران بطريقة ودية ... 

ومن كان من المُدانين في جرائم ولهم بالسجن أحكام ... ادخلوا برنامج زرع وتشجير مساحات شاسعة من الأرض بعد أن دُرِست التربة واختير أفضل نوع من الأشجار ليكون حزاما للمدن حاميا لها من الصحراء ، مبعدا للغبار داعيا الطيور والحياة البرية للانتعاش

وضعت الأساسيات لإقامة دولة الإنسان القائمة على الواجبات قبل الحقوق وعلى العدل قبل تلبية الرغبات ... على العقل قبل العاطفة ... 

بعد أربعة و عشرين شهراً ... اصطف الناس للتصويت على مواد ميثاق التعامل والأساسيات التي عليها ستسير البلاد لأجيال و أجيال ... 

كله كان يسير مسيرة واحدة متوافقة بين انجاز كل الأعمال في كل المجالات ... لماذا؟

لأن العمل كان فيما اتفق فيه الجميع وبمساهمة الجميع دون استثناء 

بعد ستة أشهر من بعد السنة الأولى ...

باتت البلاد جاهزة لاستقبال الاستثمارات المادية في البناء والبنى التحتية من طرقات وتمديد كل ما يحتاج كل بيت من كهرباء وغاز وماء والإنترنت فائقة السرعة وكله كان مجانا بعد دفع قيمة تركيب الخدمة ... وكل مواطن كان يسترشد تلقائيا في استخدام كل الموارد التي بين يديه ولا يسيء استخدامها لأنهم جميعا تعلموا جيدا معنى العيش في جماعة ... وان ما لا تحتاجه أنت يحتاجه غيرك وعرف الجميع أن الحياة في جماعة والاهتمام بالغير يعني بالتحديد أن كل شخص في هذه الجماعة سيعيش الحياة التي يتمناها ويحظى بأكثر مما يتمنى من اهتمام وخدمات وعناية كاملة ليعيش حياة ذات جودة فائقة ويتفرغ للتطوير والاجتهاد والاهتمام بما خلق لأجله ... فقط ... عند الاتفاق و الاجتماع على المشترك من الاحتياجات الأساسية للجميع ،و ترك الخلافات لما بعد ذلك ... 


ازدهرت البلاد و اختفى الفساد و انتشر الود بين العباد و بدأ الجميع في الاجتهاد و صفت الأنفس و كتبت الأمجاد ...



تقول حق 


شكراً ...