لو ان للتعاطف قوة ...

By 3/05/2010 09:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسجد الاقصى

بالبكاء و التضرع و الخشوع كان الدعاء اليوم في المسجد بتخليص القدس من اليهود و تدنيسهم للمسجد الاقصى ، الذي يخلط الكثيرون بينه وبين قبة الصخرة تلك القبة الذهبية اللامعة ...

وهذا الامر ليس بجديد لان تلك الارض محتلة منذ ما يزيد عن ستين عاما ، طلب من الجميع الدعاء لتخليص بيت المقدس و تحرير الارض و تخليص العباد من اليهود الغاصبين ...

بحثت في نفسي عن ادعية لطلب النصرة .. فلم اجرؤ على ذلك ... فكيف اطلب من الله ان ينصرنا ونحن نائمون؟ غافلون لا نهتم للأمر إلا اذا على صوته رغم ان صوته لا يخفت ابدا !

استحيت ان ادعوا الله ان ينصرنا ونحن نائمون لا نأخذ بالأسباب ... و نفضل الاتكال على الله دون التحضير للأمر و بذل ما علينا من جهد

لقد غلب بنو اسرائيل و اذلوا عندما قالوا اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ... ضربت عليهم الذلة و المسكنة و لم يقدروا على فعل شيء ... حتى هاموا في الارض اربعين عاما و تبدل ذلك الجيل و جاء جيل جديد وقالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ... كانوا راغبين في القتال و الدفاع عن دين الله و ماذا حدث ؟

انتصروا مع انهم كانوا قلة قليلة و لكن نصر الله اتاهم مع نيتهم و سعيهم و جهادهم فيه وان لم يكن كذلك فان الله يكلهم لأعمالهم و سيكون الامر بالتساوي مع عدوهم و ستأخذ الطبيعة مجراها ولن يكون هناك تدخل الهي بنصرة فريق على اخر ... و الحكم سكون للحرب حينها و لصاحب القوة ...

وما نفعله نحن اليوم اكثر من التعاطف ؟

فان كان التعاطف وحده يحرر القدس لكانت الدنيا دانت لنا و خضعت فنحن مشهورون بالتعاطف عند الهوجة و رقة المشاعر و البكاء و التضرع ، و بعدها ؟ ننام لينتهي و ينطفئ اللهب و يعود الامر بنا الى الاهتمام بالدنيا و الرزق و التجارة و الحريم ...

لن يتحقق النصر الذي هو من عند الله بكل الاحوال ... إلا بالعودة الي تطبيق المنهج الصحيح وهو العودة للخلق و العمل معا ... و الابتعاد عن العواطف و التعاطف كلما دعت الحاجة ...

دعوت الله بان يردنا اليه ردا جميلا ... و ان نفيق من غفلتنا وان تعود الينا الحياة لكي نتمكن فعلا من استحقاق نصر الله لنا ... و دعوت الله ان نسعى لان نصلح حالنا بان نوفر النية لذلك ... و عندها سنتمكن من تحرير بيت المقدس و حكم الارض بالعدل كما حدث عندما حكم الاسلام الارض وكانت اكثر ايام الارض استقرارا ورفاهية لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا ...

شكرا