الوباء ... الخلاصة

By 12/18/2009 02:52:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بعد كل ما تحدثنا عنه في هذا الموضوع و التفاصيل ...
نصل ألان إلى ختام الحديث، وإليكم خلاصة مركزة عن هذا البحث:
أولا" - لقد حرم الله تعالى الزنا ووصفه بأبشع الصفات ويعاقب فاعله بشتى أنواع العقوبات النفسية والجسدية والصحية . فلا راحة نفسية ولا شرف ولا كرامة.
ثانيا" - نظرا" لخطورة هذه الفاحشة على الفرد والجماعة فقد حرم الله كل ما يؤدي إليها ، بداية من النظر بشهوة وإبداء الزينة والاختلاط المحرم وغيره.
ثالثا" - هناك حملة لإفساد أخلاق الشباب عن طريق تشجيعهم ودفعهم إلى الزنا ، وأهل الفساد يستعملون شتى الوسائل لذلك من فضائيات هابطة ومواقع انترنت إباحية وغيرها.
رابعا" - مشكلة الزنا لا تكون فجأة ولكنها مشكلة ذات مراحل قد تبدأ بنظرة أو مكالمة أو مخالطة....الخ. وتكون المشكلة فردية في البداية أي يقوم بها بعض الأفراد وإذا لم يتم علاجها والتصدي لها فإنها تنتشر مثل النار في الحطب . فإذا انتشرت فعلى المجتمع السلام.
خامسا" - تكمن خطورة مشكلة الرذيلة في إنها متعلقة بالشهوة الجنسية الموجودة في كل إنسان وهي لا تحتاج إلا للإثارة والفتنة فقط ، فمشكلة الرذيلة مغلفة باللذة والمتعة وقد تحقق المكاسب المادية والثراء السريع عبر ما يسمى بتجارة البغاء . ولهذا فعلاجها ليس بالأمر السهل.
سادسا" – مشكلة الرذيلة مثل الفتيلة العنقودية، لأنه ينتج عنها مشاكل خطيرة أخرى مثل الحمل الحرام _ أولاد الزنا_ جرائم قتلهم وإجهاضهم _ الزنا من أسباب الأمراض الخطيرة كالايدز والزهري والسيلان وغيرها. وهكذا ينتج عن الزنا عشرات المشاكل ، ولا يقتصر الأمر على مجرد لذة محرمة فقط.
سابعا" - علاج مشكلة انتشار الرذيلة لا يقوم به فرد واحد أو مجموعة أو جهة معينة بل لابد أن يوم المجتمع كله بهذا العلاج ، كل جهة حسب جهدها واختصاصها . فهذا العلاج يحتاج إلى التعاون والتكامل بين دور الأسرة في التربية الصالحة وبين دور المسجد في غرس القيم والمبادئ والتوعية الدينية وبين دور المدرسة في التعليم والإرشاد والتثقيف ودور الإعلام الهادف مع الاستعانة بالاختصاصين في الطب الجسماني والنفساني وغيرهم.
ثامنا" - لا يوجد علاج واحد لكل حالات الزنا ، وقد رأينا أن المجتمع ينقسم في هذه المشكلة إلى ثلاث شرائح : مادون سن الزواج (المراهقين) - ومن هم في سن الزواج- وشريحة المتزوجين وكبار السن. ولكل شريحة أسباب مشاكلها وطرق علاجها الخاصة بها، مع وجود قواسم مشتركة مثل التربية الصالحة والأعلام والتوعية فهي موجودة في علاج كل شريحة .
تاسعا" -يتطلب العلاج أن نميز بين من هو المجرم المتعمد الذي ليس له عذر في الخطيئة ، وبين الأفراد الذين يجدون أنفسهم في أوضاع صعبة ، فالزنا وإن كان كله قبيحا" فإن بعضه أقبح من بعض.
عاشرا" - لا يعني العلاج والتصدي لهذه المشكلة الأخلاقية إننا سنقضي عليها 100% ولكن المستهدف هو تخفيضها إلى أقل نسبة ممكنة حتى لا تنتشر وتقضي على المجتمع بأسره.
أحدى عشر - علاج هذه المشكلة لا يتم بحملة أو حملتين ثم نتوقف بل لابد أن يستمر العلاج جيلا" بعد جيل خصوصا" وإن أعداءنا يتربصون بنا على الدوام وحربهم الأخلاقية علنيا" مستمرة بلا توقف ولا هوادة وتحمل أسماء" مستعارة وأوجه براقة مزيفة.
أثني عشر- قد يختلف بعض القراء في بعض النقاط التي ذكرناها في هذا البحث.
ولكن المهم هو الاتفاق على الأمور الواضحة في الدين والعقل والأخلاق فهذا البحث عبارة عن دعوة صريحة للحفاظ على البيئة . فكلنا مهما اختلفنا في التفاصيل ندرك أن القمامة والأوساخ إذا انتشرت في الشوارع وحول المنازل ثم تراكمت ونحن ننظر إليها فقط ، فإن جميع السكان في الحي سيتعرضون لمنظرها القبيح ورائحتها العفنة وحشراتها الطائرة والزاحفة وستصيب جراثيمها كل من ساهم في تكديس القمامة او لم يساهم. وهكذا في نظري مشكلة انتشار الرذيلة .إنها قمامة بدأت تتكدس ونحن نتفرج. فهلمّوا جميعا لتنظيف بيئتنا الأخلاقية وتطهير البنية الاجتماعية من أخطار هذه القمامة الأخلاقية ودعونا نستنشق الهواء العليل بلا جراثيم.
شكرا ...