الوباء ... المراهق

By 12/11/2009 11:18:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بعدما انتهينا من ذكر شريحة المتزوجين وكبار السن وشريحة من هم في سن الزواج نصل إلى شريحة من هم دون سن الزواج والذين تقل أعمارهم عن 18 سنة للذكور وعن 16 سنة للإناث . والسؤال هنا ما الذي يدفع أفراد هذه الشريحة وهم في سن المراهقة نحو الرذيلة؟ وما هو علاجهم؟
بداية أقول لابد أنكم لاحظتم وجود المراهقين أمام مدارس البنات الاعدادية منها والثانوية أو المعاهد المتوسطة حيث بداية الدوام الدراسي وعند الانصراف . ولا أريد أن أتحدث عما يحدث في المعاهد المختلطة فلجميع يعرف ذلك .وأريد أن أقول إن الدافع وراء انحراف المراهقين والمراهقات بان أولا من الأسرة التي لا تهتم بتربية أولادها وبناتها ولا تهتم بمتابعتهم فهذا المناخ مناسب تماما للانحراف الأخلاقي بكل أنواعه وأشكاله .فالبيت أولا .

ثانيا: التأثير المباشر والقوي على عقول هذه الشريحة في زمن الفضائيات والانترنت بكل ما فيها من مواد تشجع وتعلم الجيد والرديء . ومع غياب الرقابة من الأهل فإن كثيرا منهم يقع فريسة سهلة للمواد الإعلامية الهدامة للأخلاق والقيم. ثالثا : غياب وفقدان القدوة الحسنة داخل البيت أو في الحي السكني أو في المدرسة فالمراهق والمراهقة لابد أن تكون له قدوة حسنة أو سيئة يتأثر بها يريد أن يكون مثلها ، فإذا كان الأب أو الأم أو الأخ الكبير لا يمثل قدوة حسنة وإذا كان التلفاز يقدم الراقصين والراقصات والمطربين والمطربات على أساس أنهم نجوم المجتمع وقدوته فكيف تلوم المراهق على الناس بمثل هذه الشخصيات.

لقد كان المعلم قدوة لتلاميذه والمعلمة قدوة لطالباتها فمن من المراهقين اليوم يريد أن يكون مثل معلمه أو معلمته إن مراهقينا يقلدون نجوم الغرب ويقلدونهم في كلامهم وملابسهم بل وتسريحات شعورهم لأنه لم يجد قدوة صالحة يتعلق بها فظن أن هؤلاء النجوم هم أبطال وقدوة وأستمع مثلا إلى ما يسمى بأغاني الشباب فهي إما أغاني غربية أو شرقية هابطة فليس لهذا الجيل قدوة صالحة يقلدها وإلا لما قلد المشاهير والنجوم المصطنعة. إن البحوث العلمية والدراسات النفسية أثبتت أن أغلب المومسات كان معيشتهن في بيوت مفككة اجتماعيا وقد تعرضوا للعنف المبالغ فيه أو الدلع المبالغ فيه ، فالمراهق إذن عبارة عن نسخة من محيطه الأسري والاجتماعي ، إن كان صالحا أخذ منه الصلاح ، وإن لم يجد ذلك هام على وجهه . وهذا يعطينا مؤشرا واضحا عن مستقبل هذا الجيل الضائع يعيش معنا بجسده ولكن أفكاره متعلقة بعالم مختلف عنا. حتى ألفاظه ولغته تكاد لا تفهمها فهو يعلن بذلك أنه مختلف عنا وأن له طريقة مخالفة لنا في الحياة والكلام واللباس.
إن تأثير الأصدقاء على المراهق له أثر كبير في تفكيره وسلوكه فمن كان له أصحاب سوء فإنه ينجرف معهم ومن كان له رفقاء خير فهو يواكبهم ، فلابد من التربية الحسنة والمراقبة والمتابعة ولابد أن يتأثر المراهق بقدوة حسنة في الأخلاق أو العلم أو العمل ، وإلا فلن نرى منه إلا المشاكل خصوصا وأن المراهق معاند ومتصلب ومندفع ، ويدفعه حب الفضول والتجربة إلى متاهات شتى.
هل سأل الأب نفسه كيف يقضي ولدي أو أبنتي وقت الفراغ؟
لابد للمراهق من نشاط نافع يزاوله على سبيل الترفيه أو الجدّ . لكي لا نترك له فراغا يفسده، أن الأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها يجب أن تكون موجودة لتنقذ المراهق والمراهقة من الفراغ ورفقاء السوء ولتنقذه من التسكع في الشوارع بلا جدوى . لقد صارت ناحية الشوارع وأعمدة الكهرباء ناديا" محجوزا" لكل شلّه ، فكل مجموعة لها مركز تجمع صباح مساء ويتناوبون عليه ولا يتركونه .......
إن التسيب والفراغ وخصوصا" فراغ العقل والنفس والوقت كلها عوامل سيئة للمراهق وفي النهاية لابد أن يقوم بعمل ما ليدفع به هذا الملل والرتابة ، وهذا العمل أغلبه غير سليم لغياب التوجيه والأشراف.
شكرا