السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
على خطى أدم …
يا آدم أمرك ربك أن تستمتع بالجنة والخير الذي أنت فيه كله ... وفقط لا تقرب هذه الشجرة … فقط هذه الشجرة من كل ذاك البراح و الخير الذي فيها … فماذا فعلت؟
فأزلك الشيطان ... فأكلت منها … هي بالذات …
وربما يعتقد البعض أن حواء هي من أزلته ولكن الله يخبرنا أن الشيطان أزله ... وليس هناك أي ذكر لحواء إلا في سياق جمعها بالحديث عن آدم ... و أظن و الله أعلم … أنها كانت على الفطرة و الطبيعة مطيعة لزوجها تابعة له ... ففعلت ما فعل … فالشيطان أزلهما … و لم يزل أحدهما دونا عن الآخر …
ولكن آدم بعد أن أكل من تلك الشجرة ... رمز إرتكاب الذنب الذي مازلنا مستمرين عليه كلنا اليوم كل حسب درجته في أختيار الذنب الذي يركتبه… بالرغم من كثرة الخيرات و كثرة الحلال وقلة المحظورات … إلا أننا مازلنا نترك الكثير و الكثير من الخيرات و الحلال و ننكب على الجزئيات البسيطة جداً مما أمرنا الله أن لا نقربه فنكون من الخاسرين ...
وماذا فعل أبونا آدم بعد أن عصا ربه و إكتشف ذنبه وعرفه و أحس به ؟
ندم … و تاب ... و إستغفر ... و ألهمه الله كلمات غفر له بها ... يا رحمن يا رحيم ... رحمة الله … أوجبت أن يلهمه كيف يستغفر و ماذا يقول حتى يغفر الله له … أترى رحمة أكبر من هذه ؟
وما الذي علينا نحن فعله عندما نترك كل ما بين أيدينا من حلال و ننكب على جزئيات صغيرة محرمة؟
أن نعترف بالذنب و نشعر به و نسارع بالتوبة ... نعم نسارع بالتوبة مادام في العمر بقية … و الأنفاس لا تزال تتوالى …
و نتذكر ... أن الله أرسل إلينا رحمة منه ... كما ألهم سيدنا آدم الكلمات التي تاب بها عليه ...
تذكر … أن الله أرسل إلينا رحمة ... رحمة ولم يرسل إلينا سيف أو مدفع أو قنبلة … ومن نحن؟ نحن العالمين … و لسنا فقط أمه محمد … فالنبي أرسل رحمة للعالمين …
و الرحمة أخبرنا بكلام الله عز و جل … أن من قتل نفسا بغير حق … بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ... ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا ...
فهل نتصرف كما فعل أبونا آدم ... لنتوب بسرعة و نعترف بذنبنا كلما أزلنا الشيطان و أخذتنا الاهواء ...
أم نفعل كما فعل من توعد أبونا و ذريته أن يغوي منهم من إستطاع ليدخلهم الجنة في العذاب لإنه لا يريد أن يخلد فيه لوحده … فنتكبر و نزيد عصيانا و كفرا و عناد …
راجع نفسك … على خطى من تريد أن تسير … إبليس عليه اللعنة … أم آدم عليه السلام …
شكراً…