كتابك ...

By 11/01/2014 04:58:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




أسترخي في جلستك  ... إهدأ و لتتباطأ ضربات قلبك ... تنفس بعمق ... 
مد أطرافك ... وأنسى كل ما حولك ... 

ركز معي جيداً ... 

أنت الآن تقف في مكانك منتظراً ... مشدوها ... لا تدري أهو الخوف أم الرعب ، الرجاء و طلب الرحمة ؟
بعد كل ما حدث و رأيت من أهوال ... سمعت اسمك ... أعطيت كتابك ... لتقرأ ما فيه ... 

أعطيت كتاباُ لم يترك كبيرة ولا صغيرة ارتكبتها إلا أدرجها بالتفصيل ... 
لا نسيان ولا سهو و لا أخطاء ولا إفتراء ... 

كأنها كميرا تصورك منذ ولادتك ... صوت التعليق فيها صوتك وأنت تحدث نفسك ... المؤثرات الصوتية هي أصوات حياتك و تعاملاتك ... وكل ما يتعلق بها ... 

ترى كل شيء فعلته ... أذنبته ... اقترفته ... و كل عمل فيه خير كسبت بها الحسنات وأعنت الآخرين بلا مقابل ... 

أتقف الان ... وترى هذا الكتاب يعرض عليك كل ما لك وعليك؟ 

اتشعر بتلك اللحظة ؟ 

وانت تخشى أن تكون نتيجة ما فعلت غير سارة لك ؟

في حين أن كل من مروا عليك في ذاك الكتاب كل مشغول بنفسه ... قد يراك في كتابه ... 
اما ظالما او مظلوما ... أو داعما للخير فيه أو مانعا له ... 

لا أحد يعلم ما سيكون عليه حالك حينها ... وحالنا جميعا معا ... 

أفق الان ... عد الى حيث انت ممدرا أطرافك ... فأنت الان تملك الحكم في أطرافك ... وكل حواسك ...
 التي تشعرك بجسدك ... تشعرك بنبضك ... بكل ما حولك ... و أنت وحدك تشعر بما يدور في ذهنك ... نواياك ... عقلك ... حياتك ... 

ما رأيك ان تقرا كتابك الان ؟

ما رأيك ان ترى ما إقترفت وما فعلت وما يمكن أن يكون عليه حالك؟
ما رأيك؟
ألا تحب أن تكون جاهزا للامتحان؟ 

الآن ... يمكنك فتح كتابك ومراجعته بنفسك ...

تذكر كل ما بدر منك منذ بلغت ... سن البلوغ تعرفها؟ عندما فتح لك هذا الكتاب و بدأ التسجيل

تذكر كل مرة ظلمت فيها أحدا أو اخذت شيئا بغير حق ... غلبت مظلوما ونصرت ظالما ... منعت حقاً من الوصول إلى صاحبه ... غششت أحدا ... أو غششت نفسك ... وقصرت في عملك و لم تؤديه كما يجب ... تأخرت عن موعدك أو اخذت مالا لا يحق لك ...

تذكر ... متى عصيت أمرا ... و إرتكبت خطيئة أو إقترفت ذنبا ... 

تذكر متى حدث معك كل ذلك ... وأنت ادرى بكثير مما حدث معك ... ولا بد لك أن تذكره ... لأننا نفعل ... و ان احتجت لتقوية ذاكرتك ... فاعترف ... بأنك حقا أخطأت و دعك من التكبر على تلك الاخطاء ...

وتذكر كم مرة ساعدت محتاجا ... كم مرة أطعمت جائعا ... كم مرة فككت كربة أحدهم ... كم مرة ساعدت أحدهم في مشكلة و وصلت معه الى حل ...

كم مرة أهديت هدية دون طمع في ردها 
وكم من مساعدة قدمتها لغريب لا تعرفه ولم تعد تعرفه ... 

تذكر كل ذلك كأنك تراه ، لا تقل لا أستطيع لأنك تستطيع إن إستطاعه غيرك ... 
لا أريدك ان تقول غدا سأفعل ... بعد أن انهي هذا العمل سأفعل ... لا 

الآن في جلستك المسترخية هذه ... 

تستطيع فتح كتابك بما أستطعت ... 
وقراءته لعلك ... تستطيع الان التعويض عن ما به من نواقص وما به من خلل ...

لعلك تستطيع الإكثار من الصدقات أو أعمال الخير التي قد تُذهب تلك السيئات ... أفعال خيرة قد تكسب بها اجرا يعوض ظلمك لأحدهم ... ليُعطى من هذه الحسنات لتنجوا ...

لعلنا نستطيع العمل على أن يسُرنا أن نقرأ الكتاب عندما لا يكون هناك أمل في العودة وتصحيح ما فيه اخطأنا ...

ونحن الآن نستطيع ... نعم نستطيع إن اخترنا ذلك ... و أخذنا بأسبابه وعملنا لأجله والجهد بذلنا ...


لتقرأ كتابك اليوم مراجعة وتصحيحا وتعديلا ... قبل ان تقرأه يوم النتيجة ... ولا تدري ما هي ...


جمعنا الله و اياكم في جنته على سرر متقابلين ...

شكراً