لنخلها ثم نشكو من خرابها

By 2/06/2010 11:53:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لنكن كالسوس ينخر جدع الشجرة وينهش اجزاءها حتى تسقط وتخر فارغة مجردة من الحياة.

مع ان السوس يسكن الشجرة إلا انه لا يهتم لذلك بل يهتم بما يتغذى به منها وان تلفت وانتهى منها انتقل الي غيرها ولم يعرها أي اهتمام بعد ذلك .

نحن غالبا موافقون ان نكون كالسوس في نخر الجدع بان نخرب بلادنا بملء ارادتنا. نسلبها نهملها ننهبها كل بطريقته إلا من عفى عنه الله

كنا في الطريق نتحدث وإذا بالجملة المعتادة تقفز من فم من معي بشكل واثق غريب في خلفيته وإحساسه.

قال. لو تواتيني فيها فرصة البلاد اهيا مانخلي فيها حاجة

؟!؟!؟!؟!؟!؟

اؤكد بأنكم سمعتم هذه الجملة من قبل بشكل او بآخر.

يقول لو انه حصل على فرصة لإتمام صفقة واخذ عمولته بأي شكل كان من مصالح المال العام لما توانى عن فعل ذلك مرارا وتكرارا ويضيف

"مش الحاجات الرقيقة والتفتف الرقيق لا نحكي على الهبرات الكبيرة والله ماني مفوتلها غير انحصل فيها طريق بس ، مش خير مني الي مكملين كل شي "

اليس هذا ما يفعله الاحمق بان ينشر ويقص جدع الشجرة الذي يجلس عليه ؟

لو ان كل منا فكر بهذا المنطق الذي هو شائع جدا واعتبر المال العام مالا مباحا لأي كان بأي شكل كان ان يجمعه ويترك البقية بدون الحصول على ما يحتاجون من خدمات او ضروريات حياة الجماعة التي توفرها البلاد متمثلة في كل مرافقها و اداراتها بشكل عام فماذا سيبقى للبقية؟ من عمل او عائد من خدمات ومرافق إلا ما نراه في اغلب الاحيان من فضلات لا تكفي عادة لإقامة ما استهدف من مشاريع.

لكي لا اطيل ويتشعب الحديث .

فإننا وجب ان نحافظ على ما نملك ولا نضيعه ونسلبه بل نكون امناء عليه و نسيره فيما نملك جميعا ملكا جماعيا ولست بحاجة لان اضع الارقام في جيبي لأقول انني اخذت حصتي من المال العام خاصة ان لم اكن استحق ذلك ولا اعمل بوظيفة عامة او ابذل جهدا للحصول على مقابله ... بل يكفيني ان انعم بأمن واستعمل الطرقات والمرافق بهدوء وثقة المالك المحافظ على رزقه المورثه لغيره ليثمر ويزدهر وينعم الجميع به.