الوباء ... الكبير

By 10/18/2009 02:01:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحدثنا بما فيه الكفاية عن أهم الأسباب الدافعة بالمتزوجين والمتزوجات إلى المستنقع الأخلاقي والخيانة الزوجية .
ولو استوعب كل رجل أو امرأة إرشادات الإسلام وتوجيهاته بشأن الزواج لما كانت تلك المشاكل موجودة ولو وجدت لكان لها حل سليم . فأغلب الناس يتزوجون حسب الأمزجة والعادات والتقاليد والتي غالبا لا تكون أرضية خصبة لتأسيس الزواج على رباط المودة والرحمة ، فإجبار الفتاة على الزواج يجلب المشاكل وعدم معرفة كل زوج لحقوقه وواجباته يزيد المشاكل ولا يحلها وسوء اختيار الزوجة أساس المشاكل الزوجية .
فكل أخطاؤنا نجدها أصلا في عدم إتباعنا لتوجيهات الإسلام رغم أنها واضحة وبسيطة ونافعة جدا.
ونتحدث ألان عن الأسباب الدافعة برجل كبير في السن تجاوز سن الشباب بل تجاوز سن الكهولة ومع ذلك لا يزال يتصرف كأنه مراهق أو شاب صغير ، فنجده يطارد الفتيات وهن في أعمار بناته أو أحفاده وكأن السنين الطويلة التي عاشها لم تعلمه شيئا من حقائق الحياة ورغم اقتراب عمره من نهايته وقربه من عالم الموت والقبور لا يزال يسير وراء شهواته ولا يفكر في مصيره القريب.
إن هذا الذي علا الشيب رأسه وتقدم به العمر ورأى من تجارب الحياة وغيرها ما فيه كفاية وهو لا يزال مستمر في ضلاله . فمثل هذا الإنسان لا بد أنه عاش طفولته وأول شبابه في مبين .
فترسخ فيه إتباع الهوى ومن شب على شئ شاب عليه. ومثل هذا نادرا ما تجدي معه الموعظة أو النصيحة لأن الرذيلة تمكنت منه وصار مدمنا عليها دون توقف حتى مع تقدم السن.
نحن هنا لا نتحدث عن متزوج شاب ولكن عن شخص تجاوز سن الشباب ولديه أولاد وبنات وأحيانا لديه أحفاد فصورته أقبح من صورة شاب الخاطئ، لأن الشاب الصغير قد يكون عديم الخبرة ناقص الإدراك يدفعه الحماس وحب التجربة ولكن ما بال هذا العجوز يعبث في الأرض فسادا . أما أن الأوان لمراجعة سلوك حياته الملئ بالمعاصي .
ألا يفكر أنه صار قريبا جدا من القبر فكيف سيلاقي ربه؟ ألا يخجل من ممارسة الخطيئة مع من هم في سن بناته وحفيداته مقابل مال يدفعه أليهن؟ ألا تسلم أعراض الناس من وحشيته في مثل هذا العمر المتقدم ؟ متى يتوقف؟ متى يفكر؟ متى يتوب؟ متى يستقيم؟ وهو يعيش في الوقت الضائع واللحظات الأخيرة من مباراة العمر.
إن الله يستحي أن يعذب من شابا رأسه في الإسلام ، وقد علمنا الرسول أن نحترم الكبير في السن فقال صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" فكل الأعذار والمبررات مهما كانت ضعيفة أو واهية لا تساند وقوع كبير السن في الرذيلة ، فلا الصحة الجسدية تسمع بالعبث ولا المكانة الاجتماعية تسمح بذلك ولا خبرته في الحياة الطويلة التي عاشها ولا عقله الذي رأى حلو الحياة ومرها يبرر له ما يقترفه من الفحشاء بعد تقدم العمر.
أنه رجل سيطرت عليه شهوته بالكامل فصار عبدا لها . لأنه منذ شبابه وهو منغمس في مثل هذا المستنقع. ولهذا عندما نحذر الشباب من الزنا والرذيلة فإنما نحذرهم من أنه أفة ومرض قد يستمر معهم طوال حياتهم ، فالمعاصي مثل الشجرة يسهل اقتلاعها من جذورها أن كانت صغيرة ولكنها إذا نمت وكبرت وضربت جذورها في باطن الأرض صار من الصعب جدا اقتلاعها أو زحزحتها من مكانها وستبقى في مكانها إلى أن ينتهي عمرها.
وعندما يموت كبير السن وهو في خطيئته سيلقي ربه وهو غاضب منه أشد اشد الغضب فقد قال النبي الكريم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم (من شدة الغضب) ولهم عذاب أليم : شيخ زان (الشيخ هنا هو الكبير في السن) وملك كذاب وعائل (الفقير) مستكبر".
فهل تستحق الرذيلة أن يعرض الإنسان نفسه لمثل هذا الغضب من الله؟
ومن درس الفقه الإسلامي فإنه يعلم أن عقوبة العازب إذا زني هي الجلد مائة جلدة أمام الناس . ولكن المتزوج والمتزوجة عقوبتهما أشد وهي الرجم بالحجارة حتى الموت وهذه العقوبة موجودة أيضا في التوراة التي جاء بها موسى والإنجيل الذي جاء به عيسى عليهما السلام.