الوباء... المتزوج

By 9/01/2009 05:42:00 م
بعد أن انتهينا من دراسة أسباب زنا المتزوجة، نتدارس ألان الأسباب التي تدفع الرجل المتزوج نحو الزنا والعياذ بالله.
أول الأسباب هو سوء التربية وانعدام الأخلاق عند الرجل فالتربية الصالحة تجعل الأولاد رجالا صالحين عندما يكبرون ،ولهذا خاطب الإسلام أسرة الفتاة قائلا ( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه). وبعض الأسر هداهم الله وكذلك بعض الفتيات يرغبون في الشاب الذي يملك المال والسيارة والبيت الفخم ووووو.

ويتساهلون في البحث عن أصالته وخلقه ودينه فالشاب المستهتر الذي لم يتربى تربية صالحة ولا يتق الله وكان ذا مال كثير لا تستغرب أن ينخرط في الفسق والفجور قبل أو بعد زواجه، أما الأسرة أو الفتاة التي رضيت بالزواج به فإن همها الوحيد هو المال والحياة الدنيا المرفهة ولم تحسب حساب للمستقبل ولا ليوم الحساب .
فالمهم هو المال فهذا في الحقيقة ليس هو الزواج الشرعي وفق الشروط اللازمة بل هو صفقة تبيع فيها الفتاة نفسها أو تبيعها أسرتها إلى شخص ذي مال لا يعرف من الأخلاق شيئا . فلا يلومون ألا أنفسهم . وقد تتغاضى الزوجة هنا عن انحراف زوجها لأنه يلبي لها كل مطالبها ، فيبقى هذه الصفقة التي تحول الزواج إلى عقد بيع وشراء بأجساد البشر وإذا نتج عن هذا الزواج ذرية فلا تسأل عن حالها و إهمال تربيتها فالأب فاسق مستهتر والأم تعبد المال ،فماذا سيكون حال أولادهما ؟.
أما السبب الثاني الذي قد يدفع إلى الزنا فهو إهمال الزوجة لزينتها ورشاقتها ، فالفتاة عندنا تكون ممشوقة القد مهتمة بحسن مظهرها قبل الزواج وما أن تمر بضعة شهور على زواجها تراها تهمل زينتها وتفقد بالتدريج حسن مظهرها وإذا أنجبت طفلا أو طفلين يترهل جسمها ويعلوها الشحم فتصبح كالبرميل المتحرك تفوح منها رائحة البصل والثوم شعثاء الشعر ، شاحبة الوجه فإذا بلغت الثلاثين صارت كأنها في الخمسين من العمر بينما ترى المرأة الأجنبية تحافظ على حسن مظهرها وإن تقدمت في السن ، وبوجود الفتيات الشابات متبرجات في الشارع بالإضافة إلى ما تعرضه علينا القنوات الفضائية من وجوه حسناء وقوام ممشوق ،فإن الزوج إذا قارن بين تلك الصور وصورة زوجته التي أصبحت عليها فإن نفسه تنصد عنها وتتجه إلى المغريات المحرمة بالنظر بشهوة أو بالتمني وأحيانا بالممارسة المحرمة ، ويقول الناس إن هذا الزوج قد زاغت عيناه وصارتا ترى زوجته بنظرة الازدراء ، فقد فقدت زوجته جاذبيتها وأحيانا أنوثتها ولعل هذا السبب لا يبرر انحراف الزوج في الزنا ولكنه يشجع ويحرض على ذلك، فالرجل تستويهه المرأة الجذابة الرشيقة القوام وعلى الزوجة إلا تهمل هذا الجانب حتى لا تساهم بدون قصد في إفساد زوجها .
إن الإسلام لم يحرم زينة المرأة ولكنه حدد لها مساحة آمنه تبرز فيها المرأة زينتها ، وحرم عليها إبداء زينتها أمام الأجانب حتى لا تثير شهواتهم وجعل الزوج هو أحق إنسان بالتمتع بزينة زوجته ، فقد قال تعالى ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أخوانهن أو بني أخوانهن أو بني أخواتهن ......). سورة النور.
نعم نحن ندرك أن أعباء الأعمال المنزلية وكذلك رعايتها المتواصلة لأطفالها يأخذ من وقت الزوجة وجهدها الشئ الكثير ولكن لا يجوز إهمال حق الزوج في رؤية زوجته جميلة جذابة تغنيه وتعفه عن الحرام , ولو أحصينا عدد الزوجات اللاتي يمارسن الرياضة في المنزل أو في نوادي الرشاقة النسائية لوجدنا أن عددهن قليل جدا .
إن عامل الجمال و الزينة والرشاقة وحسن المظهر مطلوب ومهم في جعل الزوج ينجذب إلى زوجته ويكتفي بها عن الحرام .
ونحن نلاحظ إن الزوجة إذا كانت ستحضر حفلة أو مناسبة جلست للزينة ساعات طويلة لكي تظهر بمظهر لائق في الحفلة بينما لا تفعل ذلك مع زوجها وكأن زينة المرأة في ثقافة نساء مجتمعنا خاصة بما هو خارج البيت وهذا خطأ كبير لأن الزوج أحق الناس بزينة زوجته كما ذكرنا.
وهناك حكمة تقول كل النساء جميلات ولكن هناك من لا تعرف كيف تظهر جمالها أو تحافظ عليه.
فنحن لا نحدد طريقة الزينة وعناصرها ولكن نقول على الزوجة أن تعرف ما الذي يجعل زوجها أسير جمالها وحسنها ، وما الذي يجعل الجاذبية بينهما متواصلة ومستمرة ، فالمرأة العاقلة تدرك النقاط التي يرغب فيها زوجها ، هل يريد المساحيق ؟ هل يريد طراوة الملمس؟ هل يريد كذا وكذا ؟
فلو عرفت الزوجة كيف تملأ عين زوجها عندها سيغلق هذا الباب المؤذي إلى الفساد.
السبب الثالث الذي يدفع الرجل المتزوج إلى مستنقع الرذيلة هو فقدان مفهوم الزواج عند الزوجة، فبدل أن يكون الزواج سكن ومودة ورحمة ينقلب إلى نكد ومشاكل ونفور مما يجعل الزوج الضعيف أمام شهوته إلى البحث عن العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج ،فبعض النساء تعتقد أن الزواج نافذة للحصول على كل ما تطلب وبعضهن لا ترى الزوج إلا مجرد خزينة ولا تتوقف عن قول هات هات .
فإذا كان الزوج محدود الدخل فسينفد الرصيد ولا يغطي طلبات زوجته وقد يدخل في باب السلف والديون ولا تشبع طلبات الزوجة ، وهكذا يكون الوضع المالي بابا للمشاكل والنكد والنفور لأن الزوجة لا تراعي دخل زوجها ولا تعرف كيف تقتصد ولا أين تتوقف طلباتها ثم أنها ترفع صوتها بالشكوى والحسرة ، لأن زوجة فلان عندها وزوجة علان أحضر زوجها لها كذا كذا , وأنا الوحيدة بين النساء أعيش في عوز وقهر وقد تقول لزوجها كان يوما اسودا يوم تزوجتك ....
وبعض النساء تحب السيطرة والتحكم في زوجها فتعامله معاملة حسنة حتى تنجب منه طفلين أو أكثر ، ثم تظهر حقيقتها فتهمل أمر زوجها ويظهر نشوزها وسيطرتها، وتقول له إن كان لا يعجبك الحال فطلقني لأن القانون معي ويعطيني حق الحضانة والنفقة و مؤخر الصداق ومتعة الطلاق وسأحتفظ بالبيت وأنت ستخرج منه ويدك على رأسك .
فهذه النزعة للسيطرة مخالفة تماما لمفهوم الزواج ، وتلك الطلبيات المستمرة وكثرة الشكوى مخالفة أيضا لمفهوم الزواج المبني على المودة والرحمة والسكينة والقناعة بما يرزق الله.
فهذا الجو المشحون بالنكد والديون والنفور والنشوز إذا حدث واستمر وكان الزوج ضعيفا ولا يستطيع إقناع زوجته بالعدول عن رأيها ولا يستطيع أن يطلق زوجته نظرا لحرصه على الأطفال أو لأي أسباب أخرى ، فإن مثل هذا الزوج مرشح بسهولة للسقوط في مستنقع الحرام إذا توفر له المناخ المناسب كرفيقة السوء ونحو ذلك.

إن مجتمعنا فيه كثير من التناقضات فأحيانا يكون الزوج هو الذي يسئ العشرة ولا يحسن التصرف ولكن هناك بيوت يكون خرابها على أيدي مثل هذه الزوجات اللاتي لا يفهمن أصلا مفهوم الزواج .
فلا نقول أن الحق كله في جانب الرجل وحده ولا نقول أنه في جانب المرأة وحدها بل لكل مشكلة أسبابها ولكل خطأ مرتكبه التي يتحمل وزره.
وهنا نريد أن نتقدم بالشكر والتقدير والاحترام الكامل لكل زوج صبور على زوجته المشاكسة فتراه يتحمل سلاطة لسانها وحدة طبعها ويعاملها بالصبر وسعة البال لكي لا يحدث الطلاق فيخرب البيت نهائيا.
وكذلك نشكر ونقدر ونحترم تلك النساء اللاتي لديهن قناعة بما يرزق الله ولا تكلف زوجها مالا يطيق بل تحرم نفسها وتخفف وتؤجل طلباتها مراعاة لدخل زوجها المتواضع وأحيانا تقدم له بعض ذهبها ليحل مشاكله أو ليسدد ديونه أو تعينه على تحسين وضعه المادي ، فكل التحية والتقدير والاحترام لمثل هؤلاء الأزواج والزوجات.
وقد تأذى الرسول صلى الله علي وسلم من أزواجه عندما نصره الله وجاءت إليه الغنائم فأراد الرسول الكريم أن ينفق نصيبه من الغنائم في سبيل الدعوة ولسد حاجة الفقراء من المسلمين ولكن زوجاته طالبنه بأن يتوسع عليهن في النفقة كما وسع الله عليه في الغنائم ،فتضايق النبي منهن لأنه قدوة الأمة في الزهد وعدم التعلق بالدنيا ،فأعتزل نساءه شهرا أو تسعا وعشرين يوما ثم أنزل الله قوله تعالى في سورة الأحزاب (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وأن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) فاستدعى رسول الله كل زوجة على حدة وخيرها بين أن تأخذ ما تريد من الدنيا ويطلقها أو تبقى على عصمته وترضى بحياة الزهد والتقشف .
فكلهن اخترن البقاء مع الرسول الكريم ، والعبرة هنا أن المرأة تحب التوسع في الدنيا بطبعها ، ونساء النبي لم يطلبن التوسع في النفقة ألا عندما رأين كثرة نصيب النبي من الغنائم ، ومع هذا خيرهن الرسول البقاء معه أو أخذ الدنيا .
ونحن لدينا نساء يطالبن بالتوسع في النفقة ودخل زوجها محدود ومتواضع فشتان بين هؤلاء و هؤلاء .
يتبع