الرقص على عزف الألم...

By 6/07/2018 12:00:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




كم يروق لنا نحن "البشر" أن نضغط على أوجاعنا ونعيدها على مسامعنا ونكرر، كمن يستجدي أمه عطفا وحنانا لا يعرف مصدرا له إلا هي...
يروق لنا بتنوع جنسياتنا ولغاتنا وثقافاتنا وعاداتنا لفعل ذات الشيء، أن ننظر للجانب السيء في كل شيء مالم يكن هذا السيء فينا نحن ونحن سببه... وإن كنا نحن سببه الأصيل، فإننا نزيد في علو الصوت بالتقليل من شأن كل ما حولنا حتى يقع الجميع في موقع المدافع بدلا من موقع المصلح المنتقد لنفسه لأجل التصحيح والتحسين...
فيتعمق السوء ويصبح عادة ويتقبلها الناس وتكون كالعبادة... لا تترك والعقل الباطن يقول إن تركتها تخون آباءك وأجدادك... وتخون العهود فتكون من الخاسرين.

كم يروق لنا الإنسا مع الوهم الذي يريح أنفسنا ويهدئ من روعنا الراكض خلف نفسه يلاحقها يستجديها أن تتركه لحال سبيله يستمتع في هذه الدنيا بهدوء وهي إلى ما تلذذت به تجره وتزين له الجحيم ليدخله مهلالا مصفقا...

ننجذب للمأسي والآلام كإنجذاب الإطفال نحو الحلوى...

وهذا هو "شن بدير هي ... أصلا مافيهم خير ... واقعدوا فيها..."

فشلنا كجماعة أن نعيش بسلام... وجِد من يُلجم الجميع ويكبحهم أو لم يوجد... قوة قاهرة ...بعنف، أو حتى محبة صادقة... بلطف.

فشلنا ... وهذا ما يحب أغلبنا سماعه فصب الملح على جرح عميق يزيده ألما ويزيدك إستمتاعا بذاك الآلم وصيحاته... وأننا في الفشل نبتت جذورنا وما سينتج الفشل إلا الفشل عندما لا يفكر أصحابه إلا في الإستمتاع بهذا الفشل مادامت البطن شبعة ... والفروج شبعة... والطوفان آت لغيرنا لا يهم...

ولا ننسى أننا نطرب مع فشلنا هذا في الإستماع لنجاحات الآخرين وتخطيهم كل العقبات التي نعانيها، وإجتماع كلمتهم وخلقهم لبيئة صالحة للعيش جاذبة للإبتكار مهيأة للنمو والتطوير وتوفير الراحة لمن أراد العمل أو الإسترخاء... يا الله كم نطرب بوضعهم هنا فوق وسحقنا هناك في القاع... وكيف وصلوا؟
بإجماع الكلمة على المصلحة المشتركة... وترك الخلافات جانبا حتى تحقق المشترك... حققته الحكومة وحدها؟ حققه شخص بذاته؟
أم أن الأشخاص مع تغيرهم إستمر قاربهم في المسير لأن الجميع يجدف في نفس الإتجاه ولا أحد يعاكس المجذفين ويوسعهم ضربا ليجذفوا في إتجاه يريده هو كما يعارضه الآخر في إتجاه التجذيف...

نرقص في مركبنا على أنغام الآلم ... و عزف الوجع... ومجاذيفنا على رؤؤس بعضنا نكسرها... و الشمس حارقة والملح كسا الجروح... والشاطئ لنا من بعيد يلوح... أن إعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

ولكن نومة العشية عسلية... وكوب الشاي يعدل المزاج والقهوى إدمان والحب والعشق توهان... ومن يملك المال لا يعاب في شيء...
ولرتفع صوت الوجع فالرقص والطرب من شيم الرجال... الذين يفتخرون بمقاعدهم هم فقط في ذاك القارب المتهالك...

إرقصوا وإفرحوا وغنوا... فمازال الآلم يكتوي بحرقة الشمس وملح البحر...


إلا من رحم الله ...


شكراً...