فضيحة ... الإفطار في نهار رمضان

By 6/07/2016 10:07:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 






عندما كنا صغارا ، قبل أن ندخل مرحلة فرض الصيام علينا بالبلوغ … كان أن يراك أحدهم تفطر في نهار رمضان ، يعد فضيحة يخشاها الكثير و يتجنبها حتى من له عذر ليفطر ، والأعذار المشروعة كثيرة و هي رحمة من الله … ولكن هل يستطيع من أفطر أن يخبر الجميع أنه فعل؟

أتذكر؟ عندما يطلب من لك أحدهم  … أرني لسانك لأتأكد من أنك حقا صائم؟ … لتحاول أنت إثبات صيامك بمد لسانك لأكثر ما تستطيع ، للتأكيد أنه أبيض متشقق وليس أحمرا مفعما بلون الشبع …

فبات تقليدا عند الجميع أنه لا يجب أن تفطر في رمضان … إنه حرام … أن تفطر في رمضان عيب… و كيف تفطر وهو الفرض … و كيف تفطر ليراك الجميع و تكون محط سخرية لا تنتهي … لتسمع ألحان تلك الأغنية “ فطّار في رمضان ديرو كرشته عصبان” وغيرها من الألحان التي قد يلحقك بها أقرانك الذين أفطروا ولكن سرا ولا يعلم بهم أحد وقد مسح كل منهم شفتيه من بقايا الخبز قبل أن يخرج ليعايرك بفطرك في هذا الشهر الكريم ، شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار … 

وما نتيجة أن تفطر متعمدا في رمضان؟ صيام شهرين متتابعين؟ أم هو بقاء وصمة عار في سجلك عند الناس؟

تأصلت الفكرة في أذهاننا … و جميعنا يستغرب ممن يفطر ولا يبالي برمضان و صيامه ، و ربما نعيب هذا حتى على مجتمعات أخرى لا تهتم كثيرا بالصيام ، و ربما هم أساسا خليط من عدة ملل فلا تستطيع  التفرقة بين من هو مسلم و غير المسلم … ولكن في مجتمعنا الذي كثيرا ما يعتقد أنه مجتمع القطب الواحد ؟ و ربما في مجتمعات شبيهة بمجتمعنا و بيئته … ستواجه إنتقادا كبيرا جدا إذا أفطرت … ولعلك تعرف جيدا ما يعني ذلك وكيف يكون…

ولكن المفارقة … في هذا كله … أنك إذا ما تركت الصلاة عاما كاملا … أو عمرا كاملا … قليلا ما ستجد من يعايرك بتركها ، أو ينبهك أو يعاملك كما يعاملك إذا ما أفطرت في نهار رمضان … 
فما الفرق بين الصلاة و الصيام؟ 
أم أن أحدهما إستحق الدعم والتعزير الشعبي لأنه متعلق بالبطون وما تشتهي من ملذات  ، و الآخر بينك وبين ربك هو من يحاسبك عليه؟؟

هل بتنا نُحاسِب على الصيام الذي قال الله عنه أنه له ، و هو من يجزي العبد عليه ؟
ولسنا نُحاسِب “ربما الأجدر أن نقول ننصح” على الصلاة و إقامتها و نحرص أن يؤديها الجميع؟

هل هذا هو ما وجدنا عليه آباءنا ؟ هل بتنا نأخذ بعض الدين و نهتم بجزئيات منه و نترك بعضه الآخر ؟

أم أن الصلاة ليست عماد الدين ولن تكون أول ما يحاسب عليه العبد ؟


نسمات من الجنة تهب في هذا الشهر أعادها الله علينا و عليكم سنين مديدة ، برحمة من الله و رضوان … لا يريد الله أن يعذبنا وما يفعل بعذابنا؟ … وقد أعد لمن آمن به وصدق رسالاته ، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر … كل ما يخطر ببالك الآن من نعيم … لا ليس هو … بل أكثر … بكثير جدا …
وكذلك حذرنا الله من الإعراض عن ذكره بأنه ستكون لمن أعرض عنه معيشة … تضيق فيها الصدور … و يكثر فيها الشقاء ويندر الرضا … وتقل فيها السيولة و تكثر فيها الطوابير و تشح المياه و ترتفع فيها درجات الحرارة و ينقطع فيها الكهرباء … 
كل هذا فقط لتذكيرنا بأن نعود لذكر الله و نعبده بخير ما نستطيع … 

فهلا حقا … غيرنا ما بأنفسنا و صححنا مسارنا حتى يغير الله ما بنا من حال و أحوال؟


تذكر … يرحمني و يرحمك الله … تفكر … رحم الله والديك ، و جمعنا جميعا في جنته على سرر متقابلين 

شكراً…