ماذا تقول عنا العرب ...

By 11/22/2015 10:27:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



من خلال الردود و التفاعل عن سؤال الشخص الذي رأى أخت صديق له تقف مع شباب  وكيف كان سيكون تصرفك ، كان واضح أن الجميع معترف أنه شيء خاطئ و ما إن أصبح مكشوفا فقد تخطى الحد … الذي ليس له وجود مادام في السر و إن أفسد القواعد و أضعفها … 
و كانت الدعوة إلى الستر من فئة و دعوة إلى غض الطرف من فئة اخرى … والأغلب إتفق على أن ردة فعل الأخ لن تكون عقلانية وأنه سيكون هناك فعل متهور …

وهذا إعتراف من الجميع أن ما يحدث غير مقبول “ فقط عندما يكتشف ولا حرج أنه يكون في الستر"
وذلك يعود بنا إلى "ماذا تقول عنا العرب" شن يقولو علينا الناس …
وكأن هناك إحساس بقول ... “يا هبلة إنتبهي … ما تعرفيش إديري حاجتك صح من غير ما يندري حد وتفضحي روحك؟”


و إيضاً كان وكأن هناك إحساس بالإمتعاض من البعض لأنه وضع غير أخلاقي و غير مقبول بغض النظر عن أي معطيات أخرى … و ربما تلك الفطرة التي تحركت و أدت إلى هذا الإماعاض …

القناعات مختلفة تماما ... من معتاد على هكذا أشياء لا يرى في الأمر خطأ و ليس هناك مشكلة ، كما لم يكن يرى أهل الأصنام أن هناك مشكلة في عبادة الأصنام لأنهم إعتادوها … إلى من يرى أنه يجب أن تربى البنت و تعلم إحترام نفسها و اَهلها و شرفها و ان لا تفتح المجال لأي شاب مهما كان لكي يستغل عاطفتها و يستفيد من فقدها للحنان و اليلعب بعفافها و في الأرض يمرغده …

إلى من يقول لماذا تلام هي ولا يلام هو وإن كان لديه عشيقة “صاحبة” فلا حق له أن يكلمها أو يتدخل …

إلى من يدعو فقط إلى عدم الإهتمام وترك الناس لحالها و أن تهتم فقط لأختك و أسرتك… 


الخلاصة أن هناك خلل كبير فينا وفي تعاطينا مع الأمور و كيف أن لنا معايير مختلفة لذات الشيء الذي من الأساس كان أيا كان الفاعل ، لدينا فيه راي ممن خلقنا و أوجدنا من عدم ... و أنه بيدنا إصلاح الوضع و الحال بعدة طرق و أساليب…
أولها أن نحقق إستقلالنا من الأفكار التي لا تصلح بنا والتي تحدد الأعمار بالقانون لا البلوغ الفطري الذي لم يحدده بشر إنما حدده خالق البشر ، و التي ترى أن الحياة مركزها الحب فقط ، لا الدين …

فالدين هو عماد الحياة وليس الحب ... الإنسان بلا دين يكون كالأنعام بل أضل سبيلا ... ولكنه بلا حب لن يكون ضالا أو محاسبا بنار مادام مؤمنا ...
وإن كان ديننا يحثنا على المحبة … ولكنه ينهانا على هتك العفاف و كسر حواجز الفطرة و حدود الله … أيا كانت الحجة … نعم أيا كانت الحجة … 
بمعنى أننا أبحنا المحرمات ... و لم نبح الحلال بسهولة … سهلنا الحرام ما دام لا أحد يراه ، و إن كنا نراه بوضوح الآن … و صعبنا الحلال بإتقان مبدع … 
أي أن لدينا إنفصام في العقلية و الهوية و إنفصام في الإنسانية ... الا من رحم الله 

نريد أن نعيش الدنيا بحذافيرها ونتمسك بها ... و كأننا لا نؤمن بجنة او نار … ولكننا كذلك لا نريد دخول النار ، ولكن خوفنا من النار لم ينفعنا في تصحيح مسار حياتنا (الا من رحم الله ) ربما لأننا نعلم أن النار بيد الله و ليست بيد الناس … الذين نخاف منهم أكثر من خوفنا من الله … عمليا ركز حولك … ستجد الخوف من الناس أكبر من الخوف من الله إلا من رحم الله …

و مع ذلك لا نريد أن نعيش الدنيا بشكل صحيح يصلح بنا و ينفعنا حتى نخرج منها و قد إستمتعنا بها و أن نستمتع بالاخرة ايضا … و هذا قد يذكرك بقول … (لا جينا هكي لا هكي ) إلا من رحم الله 

شكراً