صرحاء؟

By 11/20/2015 10:09:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



هل نحن حقا صرحاء مع أنفسنا و بيننا وبين بعض؟

إن كنّا صرحاء لإعترفنا بأن الرجال بيننا عددهم قل ... ليس ذكورة و إنما ... أفعال الرجال ...

لا تقل لي بأن اللحاق بالبندقية و طيش الرصاص رجولة ... وإن كان الفارس فارسا لا مروءة له ... فلا وسعه تراب ولا حملته أرض ...

لسنا صرحاء ... و الأب يلعب مع إبنة الجيران و جاره الآخر يلاعب زوجته ... والكل يبتسمون لبعضهم البعض كأنهم أوفى الجيران…

صراحة الجهل تلك التي يتباهى بها الناس بين بعضهم بما لا يملكون ... حلالا حراما لا يبالون ...

لسنا صرحاء ... و إن كنّا صرحاء لإعترفنا لأنفسنا أننا نهوى النفاق ... و تزيين الكلام و تنميقه ... ليظهر بشكل لائق ... جلالتكم ... تفضلوا بحضور جلسة حوار رسمية … 

أليس الهدف من الكلام و النتيجة؟

و من يبالي مادام الحفل كان مهيبا ... و النفوس تنشقت أنفاس التصفيق و عصف هواءه بوجوه الحاضرين ...

صرحاء؟ وهل يستجرئ غزال أمه أن يقف رجلا أمام أب حبيبته ليطلب الحلال رجلا دون تلذذ بركوب النوافذ و إرتجال العشق بضياع العفاف …

أي صراحة و الموظف لا يستطيع أن يقول لمديره أنه إرتكب فادح الأخطاء ... التي أضاعت كل شيء ... إلا المرتب ولا يهم شيء بعد المرتب … فمن يكون المواطن إلا عميلا من العملاء …


صريح انت؟

لا لست صريحا وأنت مستعار الأسماء في حساباتك تستعمل ... ولم تستطع حتى إختيار إستعارة بالعقل تليق 

بصراحة ... لست تملك عقل أساسا ... وإلا لكان أخبرك أن تكون أكثر وضوحا … فحتى تغيير الإسم و الصورة لن يغش ملكين على شمال و يمين كل ما تفعل يكتبون …

ولكننا نحب النفاق ... كما يحب القش تغطية الأفاعي ... و تحب الريح حمل القش ... و ينتهي الحال بالصراحة صورة زيتية على جدار بلا طلاء معلقة ...

كأنها حقيقة ... إبداع ... نكهة القهوة في فناجين الورق ... تزيد في عدم الإستقرار مسمار تدق ... 

لست صريحا ولست مع نفسك واضحا ... تكاد تنقعر على نفسك و تهلكك ... 


أترى ... يقولون أنهم صرحاء ... ويخفون سبب إمتلاكهم فطرة لم يختاروها ... ولكنهم لا يريدون شيئا منها ... فهي عيب ... و إن كانت حياتهم متمركزة عليها ... و إن فقدوها ... ضاع توازنهم وإختل كيانهم … 

وها هم في الشوارع يتبعون رائحة الدم لعله يشفي غليل شهوة ماعادت تشبع بالحلال ... 


صراحة… أي صراحة ... أكنت تعتقد أن هناك فرقا سيحدث بمجرد أن تغير الإدارة؟

كن صريحا و إعترف ... نعم هكذا كنت تعتقد ... لأنك إعتدت أن تبريء نفسك و الكل حولك مذنب ... 

إعترف ولا تقف عند الإعتراف بعدم صراحتك ... و لكن ... ليدفعك ذلك للعمل …

و بصراحة ... أنت لا تحب العمل ... نحن لا نحب العمل ... و إن عشنا على أكذب أمل…

نضيع العمر … لا بأس ... مادام هناك شيء من أمل ...

وبصراحة ... و أنت تعلم جيداً ... إنقضى العمر ... وشارفت ستائر الحفل الأخيرة على الإغلاق ... و إن كنّا لا نملك مسرحا ... ولا جرأة الصراحة ...

لكننا نملك روحا … ستعود من حيث أتت بغثة منا ولا ندري هل بحق في هذه الحياة بالإيجاب عشنا أم كنا سلبا نفسد فيها و نسفك الدماء … هل كنا قوما مترفين أسرفنا فيها أم كنا حقا من خير أمة أخرجت للناس …

فكر معي بصراحة … مع نفسك … 


شكراً…