بالإجماع ...

By 5/17/2014 11:47:00 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 



الكل ... بلا استثناء ...
يريدون ما هو مشترك بين الجميع "إلا مرضى القلوب الذين لهم في كل ما يفعلون أغراض أخرى " 
وما هو المشترك بين الجميع و الذي يريدونه ؟
الجميع يحتاج احتياجا ماسا للاستقرار ...
الاستقرار الأمني والاقتصادي والعاطفي والاستقرار السياسي و كل أنواع الاستقرار المفقود لدى الأنفس والذي لا يتحقق إلا بشروطه ومن أهم شروطه دوام الاتصال بالله في كل جوانب الحياة ... 
وما شروط الاستقرار في البلد ككل؟
شروطه كثيرة ككثرة أفكار أهله ... فكل فئة ترى الاستقرار فيما تريده هي و ان لم يحصل ما تريده فهذا يعني أنها ظلمت و جبنت و غبنت ... في حين ...
أن الجميع يريد طرقا معبدة تصل البلاد بعضها ببعض ...
و يريد مستشفيات تستقبل المريض بابتسامة و تودعه بابتسامة بعد عناية و معاملة ...
و يريد مدراس يطمئن على أن ابنه و ابنته سيحصلون فيها على أفضل ما هو ممكن من تعلم للعلم و الخلق معا ...
يريد مواصلات عامة يكون مستعملها محترما أكثر ممن يستعمل السيارة الخاصة ...
يريد مياه صافية نقية تتدفق من الصنبور يكون الاستحمام بها زيادة في جودة حياته و راحته
يريد اقتصادا قويا و تجارة ثابتة و تواصل بالعالم و ثقة منه بأن التاجر من هذا البلد له احترامه و له صيته و قوته و له جمهور مستهلك يدعمه ...
يريد تواصل موثوق ... و يريد اتصال بالعالم بشكل مريح يمكن الاعتماد عليه دون شك ولا ريبة و خوف الانفصال ...
يريد قضاء مصالحه بشكل مبسط و مسهل ...
يريد أن يراه العالم كوجهة تستحق الزيارة و تستحق العناء للسفر إليها ...
يريد أن يذيع صيته بين الناس بأنه الشهم القوي الكريم المضياف المعين للمحتاج ...
الكل يريد أساسيات الحياة الطبيعية في عصر المدينة و التقنية المتسارعة ...
الجميع يريد سياسة قوية لدولة قوية يكون بها محترما أينما ذهب في العالم أن احتاج أن يذهب ...
الكل يريد جودة حياة أفضل ...
نعم صحيح ... كلنا يريد ذلك ... أليس كذلك ؟
قد تكون ممن يرددون... نعم ...  نعم الآن و أنت تمر على هذه الأحرف ... صحيح نريد ها جميعا ... ولكن ... كيف ... كيف نحقق ما نريده جميعنا بكل مستوياتنا ... و ثقافاتنا ...
-         هل تعرف ما الذي جمع كلمة المسلمين في أيامنا هذه ؟
-         لا ...  المسلمين ليسوا مجتمعين في هذا الزمان ...
-         هناك كلمة تجمعهم ... و كأنهم رجل واحد ...
-         لا اصدق ...
-         بل صدق ... ألست تصلي الجمعة ؟ او انك زرت الحرم ... في خير بقاع الارض ؟
-         نعم ...
-         استمع للمصلين عند ترديد كلمة ... آمين ...
آمين ... ما تزال هي الكلمة الوحيدة التي عليها يجتمع أكبر عدد من المسلمين ليرددوها في لحظة واحدة جميعا معا ... في كل بقاع الأرض ... في كل مسجد في كل لحظة ربما ... على مدار الساعة ... آمين ... شعور رائع و أنت ترددها مع المئات من المصلين ... ربما الآلاف ... و ربما الملايين في كل لحظة ...

ماذا يقصد بها ... لكل من رددها ؟ 

آمين ... بعد قراءة الإمام للفاتحة ... دعوة لاستجابة الله الدعاء بأن يهدنا الصراط المستقيم ... 
وهو شيء اتفق عليه الجميع دون استثناء ... الجميع يرغب في أن يهديه الله إلى الطريق المستقيم ...

والجميع يرغب في تلك الهداية ...

الم يتولد في ذهنك سؤال؟
أن ما اجتمع الجميع عليه توحدت كلمتهم حقاً لأجله ؟

وماذا يعني ذلك بالنظر إلى الواقع؟

يعني أننا بحاجة لأن نجتمع لآجل ما ينفعنا جميعا ... يعني بأننا يجب أن نتوقف عن التفكير المنفرد و المشتت و الاعتقاد بان مصلحتي الخاصة لن تأتي إلا بإنهاء و إقصاء و تدمير و تحجيم و تصغير الآخر ... بل أن مصلحتي الشخصية لن تأتي إلا من المصلحة الجماعية ... فان كنت تريد طريقا متسعا تسير فيه و تقضي حوائجك بسرعة ميسرة و تعود إلى البيت وأنت منشرح الصدر ... فكلنا يريد ذلك ... " سأعيد عليك إلا مرضى القلوب " فكلنا بحاجة لنا جميعا ... و كلنا بحاجة لان نتذكر بان اجتماع الجماعة على أي شيء ... يجعله يحدث بإذن الله ...

فهيا ... لنتوقف عن قطع الجذع الذي نجلس عليها جميعا ... و لننزل من أعلى الشجرة و نهتم بها لتسقط علينا ثمارا تكفينا جميعا ...
اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت ... اللهم ردنا اليك ردا جميلا...


الآن كلنا معا ... آمين



شكراً...