عاشت حرة ابية ...

By 5/02/2014 10:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




- مبارك الترشح يا ولد عمي ...
- الله يبارك فيك ... مقدمك ...

- كيف سمعنا و الله … ان شاء الله نلمولك الجماعة كلهم كون هاني ...
- تي يبارك فيك ترشحنا وقامو الجماعة بالواجب وجت العيلة كلها والأمور تمام وربحنا وتوة مسيول انا
-  الله الله ... اي هكي نعرفك حتى انا ما تقصرش بكل والأمور رائقة معاك وشن الأمور
- والله اهو ماشية ليه ليه مشاريع و مخططات … و انت عارف … ولد عمك حسين اهو جبناه معانا في الوزارة وانت عارف الي تعرفه خير من الي ما تعرفاش
- من غير ادنى شك الله يبارك و بعدين قزيزين يحتاج خدمة و الله مع انه ما كملش حتى اعدادي
- وبنت خالتك خديجة 
- ايه خديجة العمشة ؟
- تحشم يا راجل ما تقولش هكي
- تي عادي انا وياها بصارة ديما وعارفها ما تشوف الا بالسيف وكان شافت ما تشوف صح 
- ايه اهي ماسكة المكتب وسكرتارية ما نحكيلكش وخوها عيناه في الادارة وأموره هانية ، طلع لهلوبة يا راجل مش عادي متكم الامور و الي تقول عليه طول من غير نقاش يدر الصح و بس ، يعني يهنيك من الاخير … وانت شن داير شن امورك بالك تبي نشوفلك حويجة هات جيب ملفك نتملك فيه ؟
- والله انا جايك على مرضوع بنخططله ونحساب مازال ما وصلتش لكن مادام وصلت نقولك ... وعارف انك ما تقصرش 
- هات ما عندك ادلل تي امالا وصلنا للمكان هذا و بنخدموا البعيد و نسيبو القريب؟ حشومة يا راجل 

رنين الهاتف قطع الحوار بينهما للحظات … 
و نبرة صوت “المسيول” تبدلت الى الجدية و الحزم و مباشرة رفض الحديث و طلب احضار ملف بالخصوص ووعد بالنظر في الامر منهيا مكالمته بتمجيد ما اوصله الى هذا المكان و عاشت حرة ابية شامخة …

- سامحني وين كنا؟ 
- لا عادي ولا يهمك شغلك عاد كيف … تتفكر زمان كانت عندي نية نسافر للبلاد هديك ونعيش فيها لكن انت عارف الظروف والخدمة والإقامة وغيره و الحكاية تبي و الله تبي … مع ان الحمد لله مستاسعة و ربك امبحبحها لكن ما غباك واكيد فهمتني …
- ايه امالا كيف … اسمع انت جيب ملف دير فيه الاوراق الي نقولك عليهم ، و ما عليك في الباقي … كون مطمن و راس خالتي سليمة ما نخدم أعز منك و الي طلعوا و سافروا و شدو سفارات و حقائب دبلوماسية و الله ما خير منك يا ولد عمي … و الحمد لله دولة نفطية و الامكانيات امبحبحة و مادام في و الله ما نشدهم عليك …
- الله يعزك ويبارك فيك تي عارفك ما تقصرش و تقدها و الله من الاول ما قالوا يبي يتشرح قلتلهم الامور هانية و هو الرجل المناسب في المكان المناسب …
- كيف حال عمك حسونة؟
- ايه على سيرة عمك حسونة هذا موضوع بروحه نبيك تهتم به و اديره في حسابك … صح انت لك وقت ما جيتنا غادي لكن الامور راهي تبي شوي تحريك منك لانه راجل على قده و عيب يقعد قعدة الزنقة و راس الشارع وهو شاد راسه و راس عمك عبد الله و يغلب فيه في الخربقة … 
- قصدك قاعد يلعب فيها؟
- يلعب فيها و سكتت؟ تي محترف من الاخير … وهو ما عنده شي الا هي ولا يعرف حاجة غيرها
- ايه بالله فكرتني ايام الدوريات الي الشارع كله يتفرج … لكن شن نقدروا نديروله؟
- انت ادرى اكيد عند له راي و انت عارفه راجل على قده و محتاج بعد ما ماتت مرته قد ما داروا فيه يبو يزوجوه امباركة جارتكم … شي حلف ما قاصتها لبيته و سكر رأسه و قعد عزابي … و صغاره كلهم في المدينة خدمة و داروا عيلة ولا سائلين فيه …
- ولا يهمك … عندي له برنامج و حيدوروه صغاره و يكون هو الكل في الكل …

سلم الضيف على المسيول و خرج منه بعد ان وقع له على امر تكليف بالايفاد الى البلد الذي يريد و المنصب الاداري الذي يريد … 

عاد الى بيته بصدر منشرح ، مبشرا زوجته ان اعدي الحقائب … فموعد السفر قريب و سوف نخرج من هذه البلاد الى الابد … و الاهم من كل ذلك ان الخروج منها على حسابها…

جالس و زوجته بعد تهيئة انفسهم … و تجهيز كل الاجراءات و الاوراق و تدبير امر ايجار المنزل يشاهد التلفاز يقلب الاذاعات …
حتى استقر على قناة الحكومة الرسمية ليسمع اعلان عن استحداث وزارة جديدة تعنى بشئون الالعاب الشعبية و تم تعيين الدكتور حسونة و زيرا لها بعد ان صرفت له الميزانية اللازمة لتسيير اعمال هذه الوزارة الجديدة مع تمنيات الحكومة له بالنجاح و الاسهام في رقي البلاد التي دائما في اخر السطر … عاشت حرة ابية …


شكراً...