الفرصة...

By 10/13/2013 06:02:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



تقبل الله منا ومنكم بارك لنا و لكم ... أسعدنا و أسعدكم بالقبول و المغفرة و العتق من النار ... 

العيد بفرحة العتق و بداية عهد جديد ... 

الا ترى في هذه المناسبة فرصة لا ... تعوض لزرع قيمة يحتاجها ابناءك و يحتاجها المجتمع بأن تكون معدية تتفشى فينا؟ 
بعد ان هزمناها و طردناها طوايعة؟ 

الا ترى انه من الافضل ان نحاول استغلال هذه المناسبة في غير اللحم و الشحم  و الشواء؟ و قرون الكبش و حجمها ؟ 

قد تكثر الاحاديث عن اسعار الكبش هذا العام ككل عام و جرت العادة ان يشتكي الجميع و لكنهم يشترون ... فلا اجماع على تركه لخفض سعره ... و قد يجد البعض انه يجب ان يفكر فيمن لا طاقة لهم بشراء الكبش و العيد و شم الشواء من غيرهم من الناس ... 

وما نُسي هو لماذا هذا العيد ؟ ما الحكمة و الدروس التي يمكن ان نستفيدها ؟ 

يمكن البحث عن ذلك فالمصادر كثيرة و لا تحتاج لتعب حتى تصل لمعرفة الحكمة من هذا العيد و ما معنى الفرحة فيه ... 

على الجانب الاخر من الواقع الذي يغرس فيه الاهل القيم في ابناءهم ... بتصرفاتهم بعيدا عن ما يدعون قولا ... الا من رحم الله ... 

الا ترى ان هذه فرصة لتعليم ابناءك قيمة أكبر بكثير من مجرد ان يكونوا كغيرهم من الناس؟ 

فرصة لتعليم الابناء التحكم في المشاعر و ان لا يكونوا تابعين لرغباتهم و شهواتهم و ان يتعلموا التحكم فيها لصالحهم لا ان تتحكم فيهم ؟ 

اليست فرصة بان تجعلهم يفكرون في أصل الفريضة و السنة و وجوبها من عدمه و ما الدروس التي يمكن ان نستفيدها منها لاجل استمرار حياتنا بفهم أفضل ؟ 

العادة جرت ... 
ان ... " حرام يا راجل معقولة تخلي الصغار من دون الجيران ما يذبحوش؟ و يقعدوا يشمو في الشواء و يجي في خاطرهم؟ " 

" هكي تخلي صغارك من غير ذبح خريف من دون الناس؟ " 

" و الله الا تحشمت من روحي و صغاري مقعمزين ما شافوش ذبح و سلخ و صارت هديك الحوسة و المصارين و الدم و التسييق" 

" فرح صغارك حرام تقعد من غير عيد و كان تتسلف و تشري خروف زيك زي الناس" 


هل تعتقدون ان هذه قيم يجدر بالاطفال تعلمها؟ 
و يهم يرون و يشاهدون و قد تكون ان صامت تفكر في كيف تشتري لهم خروفا ؟ 

ام أن تستغل هذه الفرصة إن لم تكن مقتدرا و حتى إن كنت مقتدرا ... أن تمتنع مرة عن الاضحية ... و هي سنة لا اثم على تاركها و ليست فرضا يعاقب من تركها ... 

أن تمتنع لتعلم ابناءك أنه أمر يمكن تركه و ان حياتكم ستكون بخير حتى إن كان الشواء في كل بيت الا انتم ... 

أن الحياة تكون باختياراتكم و انكم لا يجب ان تنظروا للجميع و تشعروا بالقل لانكم لم تذبحو ولم تسلخوا في هذا العام و ان هذه سُنّة و ليست فرضا و ان يمكننا هذا العام ان نهتم اكثر بالعبادات و الصيام و الصلاة و حضور صلاة العيد و عيش العيد مناسك لا عادات ؟ 

الا ترغب في زرع قيمة ما في عقول الابناء بدلا من زرع فكرة ان يجب ان تكون كالناس جميعا في كل شي و ان لا تكون مختلفا عنهم باي شكل كان .؟ 

قد تكون الفكرة غير مستساغة و لكن فكرة زرع قيم في ابنك و ابنتك و زوجتك فكرة تستحق ان تعمل لاجلها و لا تقل ...." ايه و الله ما جت الا على الخروف توة؟" 

نعم جت على كل شيء ... جت على اسلوبك و على قدراتك في ان تعلمهم الشيء قبل حدوث كارثة او قبل وجود حاجة له 

كما تعلمنا في مجتمعاتنا ان لا يخوض الابناء شيئا حتى يقع الفأس في الرأس و انهم يجدون انفسهم يتعلمون من التجربة التي لا خبر لهم عنها ولا معلومة و كثيرا حتى في امور فطرتهم و بلوغهم حتى يدق الباب... 

فرصة ان تعلم ابناءك أن العيد ليس لحما و ليس قديدا ولا شواء و لا كبش بغالي الثمن تشتريه ...
وانكم لن ينقص فيكم شيء ان لم تفعلوا ما يفعله الناس جميعا و ان تركز على القيم الاخرى للعيد و النسك و العبادة ...

قد يكون ذلك اكثر رقيا و تربية من مجرد ان يتعلم ابناءك الوصفة التي اودت بمجتمعنا الى ان اصبح الدين لدينا عادة و الخوف من الناس اهم من الخوف من خالق الناس ... الا من رحم الله 


فكر ... حتى ان اشتريت الاضحية ... فكر في ان تجعلها فرصة لتعلم ابناءك قيمة جديدة ... تنبههم و تنبه نفسك لشيء يبقى ... تجده فيهم عندما تشيخ و يكبروا ... لتقول انك غرست و ها قد ان و قت القطاف بما سينفعك ... 



بارك الله لنا و لكم و جعلنا و اياكم من عتقاء جهنم و المستقرين في الجنة بلا نصب و لا عذاب ... 


مباركة كل ايامكم ... 

كل سنة و انتم كويسين ... 

شكراً