حقيقة هرم السلطة...

By 3/28/2017 09:52:00 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



ما الذي تبادر إلى ذهنك عندما قرأت العنوان ؟
هرم السلطة عند أغلبنا يبدأ من رأس الهرم حيث القديس المغوار الذي لا يشق له غبار... 
توقف كن أكثر واقعية... 
حسنا...
رأس الهرم دائما يكون الشخص المختار من الشعب بأغلبية ساحقة تتخطى كل الحدود و التوقعات ليكون حتى الطفل الصغير في المهد قد أعطاه صوته و وافق على أن يكون هو من يرسم مستقبله ومستقبل أطفال ذاك الرضيع...
هلا تحدثت بجدية أكثر إذا سمحت؟ فلدي ما أفعل... 
حسنا ... ما هي الصورة التي لديك عن هرم السلطة؟
عادة رأس الهرم هو الحاكم... أيا كانت صورة الحاكم بالنسبة لك ... ومن ثم الحاشية التي حول الحاكم و هي المسئولة عن نقل ما يأمر به الحاكم و تحويله إلى أفعال عبر العديد من الإجراءات و المؤسسات التي تتنوع حسب القرار المتخذ و الذي من المفترض أنه يساهم في سير البلد إلى الأمام ...
يبدو الأمر معقدا ، هلا حاولت تبسيطه بعض الشيء؟

حسنا لا تهتم لما قلت ... ما رأيك من الذي يتحكم في السوق؟
بالتأكيد التجار هم من يتحكم في السوق...
أحسنت أنت بهذا أكدت على كل ما قلت سابقا و لم يستقم لك فهمه بسبب تعقيده بالنسبة لك حسب قولك...
ماذا تقول؟ هات جملة مفيدة... 

لك هذا التسلسل ، لعلك منه تعي ما هو الهرم الحقيقي للسلطة أو في هكذا مثال من الذي يتحكم في السوق ...

يبدأ الأمر بالمادة الخام التي عادة تأتي من الأرض ، فيخرجها العامل ليبيعها لتاجر يسوقها لمن سيدخلها إلى مصنعه ليخرج منها بمنتوج آخر ... 
هل أنت معي؟ 
نعم ... معك وبعد؟
المصنع قد يبيعها لتاجر آخر من التجار الكبار و ذاك بدوره يسوّقها لتجار الجملة في كل مكان ... والذين بدورهم يبيعونها لتجار التجزئة من المحلات التي يرتادها المتسوقين من عامة الناس ... 
نعم هنا إذا دققت ستجد أن التاجر الكبير هو المتحكم في السوق ... بما أنه هو من يشتري البضاعة من الصانع و هذا يحتاج إلى رأس مال ضخم بالتأكيد ، ثم يبيعها لتجار التجزئة ... فالأمر بيده إذا، يرفع و يخفض الأسعار كما يريد لأنه يتحكم في السوق ... 

نعم هذا ما يعتقده الكثير من الناس الضعاف الشخصية و الذين إختاروا أن يكونوا مفعولا به في هذه الحياة ولا يحركون ساكنا أكثر من سيرهم كالآليين في الإتجاه الذي يرسمه لهم الآخرين ... تماما كإعتقادهم أن السلطان هو صاحب السلطة المطلقة في الحكم بإعتباره رأس الهرم وما عليهم إلا إحناء الرقاب له دون أن يكون لهم خيار... 
وهذا صحيح، أليس هذا هو الواقع؟ ... 
نعم هذا صحيح حسب إعتقادك أنت من يفكر مثلك ، ولكن إذا ما أجبت على سؤالي التالي ، قد تعرف حقا من يتحكم في السوق 
وما هو سؤالك؟

ماذا لو إمتنع المستهلك النهائي عن شراء تلك السلع؟ ماذا سيحدث؟... 

توقف قليلا وكأنه يجري بعض الحسابات في مخيلته ثم إبتسم وقال ... 
سيتوقف تاجر التجزئة عن شراء السلعة من التاجر الكبير لأنها لا تباع لديه و بالتالي سيتوقف التاجر الكبير عن شراء تلك السلعة من المصنع الذي بدوره سيتوقف عن تصنيعها و لن يشتري المادة الخام ممن يستخرجها أو ينتجها،  بالتالي لن يعمل هو أيضا عليها و سيبحث عن شيء آخر يمكن تسويقه ... فتتوقف السلسلة كليا ... 

إذاً قل لي الآن من هو صاحب السلطة الحقيقي و الذي بيده تغيير كل شيء و إجبار الجميع على فعل ما يريده هو إن جمع كلمته بصبر وتكاثف مع من مثله لأجل مصلحتهم هم؟

ذاك أن رأس الهرم لا قيمة له ما لم يرتكز على قاعدة الهرم التي تدعم قوته ، و بدون القاعدة العريضة ... لا وجود للهرم... 


شكراُ...