حد الكلمة ...

By 5/02/2016 09:29:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



أكثر ما برع فيه العرب قديما ... السيف و الكلمة 
حربا و إغارة وسبي ... شعرا و غزل وهجاء ... 

و لم يبرع العرب في غيرهما ، إلا بإسلام و بإختلاط مع شعوب أخرى من الداخلين في الإسلام  ... 

علم الكلام و فنون الحرب ... ولم يستقم الإثنان في مسار صحيح إلا بالدين الذي هذب السيف وقوم الكلمة ...

فلم يعد السيف سيف ظلم و لم تعد الكلمة كلمة جور .
وتوقفت عندها الحروب بين الأخوة ، و إختفى القتل بالمجان لكل من يعترض الطريق ... 

بل أصبحت الكلمة للحق و السيف لرد الظلم و الظالم ... 
فهنأ عيش الجميع وتجانس الناس ودب الأمن وسرى العلم وإنتشر الدين بقدوة الصدق والأمانة وحب الخير ...

حتى تراجع الدين وهاج الجهل وتغذى بالطمع ... لتعود صنعة السيف وتحرف الكلمة ...

حديثا ... لم ينجح العرب في صناعة ... أو زراعة ... أو حرفة ... ولكن بقيت صنعتهم الكلمة ...  وأخذوا من الرعي النوم والجلوس لساعات طويلة ...و الرصاصة ... أخذت مكان السيف ، فالعالم تطور ولم يعد أحد يصنع السيف ليبيعه للعرب ... ولكن العالم الآن يصنع الرصاصة ... 

ولكن لم ينجح العرب حقا اليوم في إستعمال الكلمة وجعلها للحق داعمة ... ولا الرصاصة للظلم هادمة ... 

كيف برأيك نستطيع أن نستغل أفضل ما نحسن كي نحسّن من دورنا في الحياة؟
لسنا نحن العرب خير أمة أخرجت للناس ... ولكن أمة الإسلام التي لا فرق فيها بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى ... التي تتربع على عرش خير أمة أخرجت للناس ، مادامت تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ... و تنشر الدين بالمحبة ... 

العرب ولم نشمل المسلمين جميعا ... لأن طبيعة الإنسان العربي تختلف كل الإختلاف عن طبائع كل الأمم الأخرى ...

فهل نستطيع التوقف عن تقليد الآخرين و السير على خطاهم التي لا تنسابنا و البحث حقا عن ما يمكننا تحقيقه وفعله ؟

هل يمكن أن نطوِّع الكلمة لتكون رصاصة تقضي على الجهل ولتكون الرصاصة دعما للحق والكلمة بناء للإنسان ؟

تساؤلات ... تستمر و تبقى وتتجدد ... حتى نقف دون ما نعرفه من  قدر أنفسنا ، ليرحمنا الله .

شكراً...