ماوكلي و فضيحتنا أمام الكميرات ...

By 12/28/2015 08:55:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




هل شاهدت أي لقطة من لقطات الحيوانات التي تركز في أذهاننا أنها تأكل بعضها ولا ترحم؟
ذئب و نعجة ... كلب و قط ... قط و بطة ... قطة ترعى بط ... أسد و حمار ... فهد و قرد ... لبوة و عجل … 

متركز في أذهاننا أن هذه الحيوانات لا ترحم بعضها ... بل تأكل و تنهش تصطاد و تقطع ...

ولكن الذي بات واضحا ... أن الحيوانات  ... تعيش في سلام بينها وبين بعض ... ولا تقتل إلا لأجل العيش ... لا يمكن أن تجد حيوانا واحدا يقتل فقط لأجل المتعة ... أو عبثا ... اللهم يكون قد أصيب بذعر بسبب البشر ... 

و إذا قتل حيوان واحد ... إذا شبع ... يترك بقية ما إصطاد و تعب في صيده لمن بعده ... ليأكل كل من ذات الفريسة ... 

كم هو نظام بديع هذا الذي يكون القتل فيه رحمة ... القتل فيه إستمرار لنظام متكامل ... يبقى فيه من القطيع القوي مستمرا لمنفعة الجميع ... و ليس لمنفعة نفسه ...

فضحتنا الكميرات ... عندما إستعملت لتصوير أفعال البشر ... التي لا تستطيع أبدا مقارنتها بما تفعله الحيوانات ... ترى مقطع لشخص راشد يلقي بطفلة في حوض سباحة تكاد تغرق ... و ترى فيها كلبا يحاول إنقاذ صاحبه من الغرق ... و آخر يدفع صاحبه ليسقط في الماء ... و خرتيت ينقذ قطة من بحيرة ... 
فضحتنا الكميرات عدنما إلتقط البشر صورا لإنفسهم دون تفكير ... و عرضوا ما ستر الله منهم ... و لم يبالوا ... 
و فضحتنا عندما أظهرت ما يفعله البشر تحت ستر الله لهم ... و أظهرت كم أن المزاح بات إجراميا عنيفا لا يبالي بنفسية أو خوف ... بات المزاح ترويع و تخويف ... و بات الخوف  لا يبالي أحد به ...

فضحتنا الكميرات عندما عرضت جثث القتلى ... و ما كان لها أن تعرض ... عندما أظهرت بشاعة فعل الإنسان الذي أفسد فيها و سفك الدماء ... 

قال باقيرا لماوكلي ... أن الحويانات تقتل لأجل القوت و العيش ... أما البشر يقتلون لأجل المتعة ... 
و يالها من متعة ... فضحتها الكميرات في كل بقاع الأرض ... 

أتدري ... أن شعور ذاك الضبي الصغير بالأمان مع تلك اللبوة التي دافعت عنه و رعته ... بيننا من الأيتام من لا يشعر به مع عم له أو خال أو مربي يتقاضى الأجر ليرعاه...!

و قد فضحت الكميرا ذلك مرارا ... و تكرارا ... ومازالت ... إلى أن ... 


شكراً…