الوباء ... بقية المتزوج واخرها

By 10/02/2009 03:09:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

من أسباب فساد الزوج وخيانته الزوجية أن الزوج قد يكون شديد الشهوة ولا تشبعه زوجة واحدة مهما كانت حسناء ومطيعة وفالحة ، أن مثل هذا الزوج الشديد الشهوة قد يعجز عن تعدد الزوجات أي لا يستطيع الزواج بزوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة , إما لأسباب مالية أو قانونية أو اجتماعية لأن الزوجة الأولى دائما ترفض أن تكون لها ضرة وأحيانا يقوم أولاده بالمعارضة على زواج أبيهم من زوجة ثانية ، فتصور معي هذا الموقف : زوج شديد الشهوة ولا يستطيع أن يتزوج بزوجة أخرى بالإضافة إلى وجود العديد من البغايا والمومسات .

أن مثل هذا الزواج لن ينجو من الزنا إلا إذا كان شديد التقوى والخوف من الله بحيث يغلب خوفه من الله على شهوته وإلا فأن مصيره السقوط وبسرعة إلى مستنقع الرذيلة مرارا وتكرارا .

ومثل هذا الزوج إذا كانت الشهوة هي المسيطرة عليه والمحركة له فأنه لن تسلم منه أي امرأة لا جارة و لا زوجة صديق ولا زميلة عمل ولا غيرها فهذا عبارة عن وحش تحركه الغريزة الجنسية يفترس كل ما يمكن افتراسه ثم يكرر فعلته لأن الشهوة هي التي تحركه وتدفعه نحو الممارسات المحرمة.

قال أبن عباس "إن الهوى شر إله بعبد من دون الله" وقد اتفق العلماء على أن أتباع الهوى من أعظم المهلكات للإنسان قال تعالى (أرأيت من أتخذ الهه هذه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) سورة الفرقان 43 _44 .

إن الله تعالى أباح التعدد لأن هناك عدد من الرجال لا تكفي شهوتهم زوجة واحدة وهؤلاء أمام خيارين أما أن يتزوج بأخرى فيكتفي ويموت شره وأما أن يعبث في الأرض فسادا .
أي أن هذه الشهوة الجنسية إما أن نشبعها بالزواج المفرد أو المتعدد أو نشبعها بالزنا . وبالنسبة للدول الغربية التي تحرم تعدد الزوجات وتمنعه بسلطة القانون ، نلاحظ أن الزنا كان هو البديل عندهم في هذه الحالة ، فالرجل يتزوج واحدة فقط ولكنه يزنى بمئة ولا حرج بينما يعارضون أذا تزوج الرجل الشديد الشهوة زوجتان فقط أو ثلاثة ، والخلاصة أن واقع الحياة عند المسلمين وغيرهم يقول بكل وضوح إن التعدد لابد منه بالنسبة للرجال الذين لا يكتفون بزوجة واحدة والفرق بيننا وبينهم إن ديننا أباح التعدد بطريقة منظمة ومسئولة يتحمل فيها الرجل كافة المسئولية بينما هم اختاروا التعدد خارج الزواج فليس هناك تحديد ولا نظام بل يزني بما شاء فسبحان الله كيف أن الإنسان يرفض التعدد المنظم إلى أربعة ويوافق على التعدد الفوضوي بلا قيد ولا شرط ؟ ويزعم أنه يحافظ على حق المرأة ويصون كرامتها أي كرامة تبقى للمرأة وهي عرضة للزنا والبغاء والاغتصاب بلا قيد ولا شرط .
وقد صدق الله تعالى حين قال عن الذين اتبعوا شهواتهم وأهوائهم (إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا).
ومن المؤسف أن كثيرا من النساء عندنا انخدعن بأكاذيب الغرب وحسبن أن من كرامة المرأة وصون حقوقها أن ترفض تعدد الزوجات فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي أن المرأة كانت هي الخاسر الأكبر ، حيث ارتفعت نسبة العنوسة وزادت نسبة الفساد والرذيلة بينهن ، فلا هن تحصلن على الحلال ولا هن حفظن أنفسهن من الحرام فخسرن الدنيا والآخرة معا . إن نسبة الإناث أكثر من نسبة الذكور ، فلو تزوج كل شاب بفتاة واحدة فما هو الحل لبقية الفتيات وما هو مصيرهن ؟ والعمر كما نعلم يتقدم ولا يتوقف نعم لقد نال الرجل مصلحته في تعدد الزوجات ولكن التعدد فيه مصالح كثيرة للمرأة فأيهما أفضل وأستر أن تكوني زوجة رقم 2 أو عانسة أو مومسا من أهل البغاء ؟ هل توجد خيارات أخرى ونسبة الذكور إلى الإناث هي 1 :3 .
هل عندكن حل أفضل مما جاء به الإسلام ؟ وللتأكيد على صدق الحل الذي جاء به الإسلام أن الفتاة في أول شبابها ترفض التعدد ولكن إذا وصلت سن العنوسة وتقدم بها العمر عندها ترضى بالتعدد وتقول ظل رجل خير من ظل حيط .
فلماذا لم تفهم الحكم من البداية ؟ لقد كان إباؤنا وأجدادنا يمارسون تعدد الزوجات ولم يكونوا يعانون ما نعانيه من المشاكل . بل أن مشاكلنا اليوم هي أشد تعقيدا من مشاكل الأمس ، ونقول أن التعدد هو أحد الحلول للقضاء على الرذيلة والعنوسة ولكننا نطالب الرجال بأن يتقوا الله ويقوموا بكامل واجبهم تجاه زوجاتهم ولا يتخذوا التعدد لمجرد الشهوة فقط ، فالمهم هو صون كرامة المرأة زوجة واحدة أو متعددة .
ومن أسباب زنا الرجل المتزوج في وقتنا الحالي هو سهولة الاختلاط المشبوه وسهولة الاتصالات . فأماكن التعليم ومكاتب العمل لساعات طويلة يوميا وكثرة خروج المرأة للأسواق والحدائق وغيرها من الأماكن العامة ، كل ذلك يجعل الاختلاط أمرا محتوما
وأنا لست من أنصار حبس المرأة في البيت ولست من أنصار ترك الحبل على الغارب ايضا ، فخير الأمور الوسط ، فإذا كان للمرأة حاجة للخروج وضرورة لذلك فليكن ولكن مع مراعاة الحشمة والآداب العامة ، وإن جرى حديث بين المرأة والرجل فليكن الاحترام والحياء هو سيد الموقف وأن يقتصر على الكلام المؤدب وبمد الحاجة أما التكسر في الكلام وارتفاع القهقهات والخضوع بالقول والخوض في مواضيع تافهة أو في كلام معسول فهذا لا يصلح لا للمرأة المحترمة ولا للرجل المحترم ، بل ينظر كل منهما إلى الآخر على أنه أخ أو زميل أو زبون ولا يتعدى حدوده . فأن كان هناك أعجاب متبادل بينهما ورغب كل طرف في الآخر فعلى الرجل أن لا يستهتر بل يحترم المرأة ويحترم أسرتها وليدخل البيت من الباب وليس من النوافذ ، فليذهب وليخطبها من أهلها ليحافظ على كرامته وكرامتها ، والمشكلة تكمن في أن ضعاف النفوس من المتزوجين وغيرهم يستغلون وجود المرأة خارج البيت في دراسة أو عمل أو تسوق ، وينصبون شباكهم لاصطياد وافتراس كل من تطرح نفسها سلعة رخيصة خصوصا مع كثرة العنوسة عند الفتيات وتقدم العمر بهن.
فكثيرا ما نرى رجلا متزوجا يغازل زميلته في العمل أو زبونته في المحل وقد تركب معه سيارته ويأخذها في نزهة من شارع إلى شارع ومن مقهى إلى أخر ومن حديقة عامة إلى أخرى ، فيفضي لها بعشقه ويرسم لها الأحلام الوردية ، وتنغر هي بذلك الكلام المعسول وتجاريه في الأماني والوعود ثم تكون أغلب النتائج تلك العلاقات هي الوقوع في الخطيئة وعندها يكون قد فات الأوان ووقع الفأس على الرأس.
ومهما فرح الطرفان بتلك اللقاءات وبتلك الخلوة .
فأن ذلك ينهي عنه الإسلام قال صلى الله عليه وسلم "لا يخلون رجل بامرأة فأن الشيطان ثالثهما " لأن الغرائز حية لا تموت وقد تستيقظ في أي لحظة بفعل وساوس الشيطان فتبدأ الخلوة بالبراءة وتنتهي بالأجرام.
وكان النبي ص يأخذ البيعة من النساء عند إسلامهن وقد ذكر البخاري إن مما كان يأخذه النبي في بيعة النساء "أن لا يخلون بالرجال إلا أن يكون محرما ،فأن الرجل يلاطف المرأة بين فخذيه"
وقد يتشدق البعض فبقول أن الاختلاط يجعل الرجل يتعود على وجود المرأة وشيئا فشيئا تصبح اللقاءات بينهما عفوية وخالية من الشهوات. ولست أدرى هل لصاحب هذا الرأي عقل في رأسه أم مهلبية.
فالحكمة تقول : إن الطعام يقوي شهوة النهم أي الشخص الأكول والشهوة مغروسة في كل إنسان طبيعي وتبقى مع الرجل إلى ما بعد سن الستين وتبقى مع المرأة إلى ما بعد الأربعين بقليل،وليس ينفع في إخماد هذه الشهوة كثرة اللقاء بل يزيدها طمعا وحرصا وأكبر دليل على ذلك إن الحرية الشخصية متوفرة في أمريكا ومع ذلك فإنها أكثر البلاد العالم من حيث إحصائية الاغتصاب وجرائم الاعتداء الجنسي .
فهذا الرأي الذي يسمح بحرية الاختلاط بلا ضوابط يخالف الغرائز التي تطالب بإشباعها لعشرات السنين ويخالف لغة الأرقام الصادرة عن ما يسمى ببلد الحريات فكيف نقرب الطعام إلى شخص جائع ونقول له تفرج ولا تأكل وسوف يغنيك النظر إلى الطعام عن الأكل وستعتاد وجود الطعام بقربك فلا تجوع .
هل هذا كلام شخص عاقل ؟ قال الصحابي الجليل عبادة بن الصامت " ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا (لايستطيع الوقوف إلا أذا استدره) ولا أكل إلا ما لوق لي (أي صار كبيرا في السن عاجز عن مضغ الطعام ) وقد مات صاحبي منذ زمن ( يقصد أن شهوته لا تتحرك لتقدمه في السن ) وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي مخافة أن يأتيني الشيطاني فيحرك شهوتي روي ذلك الأمام القرطبي في تفسيره .

فهناك فرق كبير بين ما يحدث في مجتمعنا وبين إرشادات الإسلام الحنيف فالصحابة رغم تقدم السن يخافون من الخلوة بينما يسارع الشباب إليها بكل شغف تحت مسميات عقيمة لا تنتج في أغلبها إلا الفساد والخطيئة ولكن أكثر الناس لا يعقلون .
يتبع