لكسر الأصنام في رمضان ...

By 5/14/2016 09:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


إقترب الفضيل …  

شهر الرحمة و الغفران ، شهر تحول إلى سهرة طعام وكثرة شتم وسباب و لعان … إلا من رحم الله …
و سينشط الشباب و ستنشط حركة التبرعات و جمع المؤن في بداية الشهر و جمع المال في نهايته 
المؤن في بداية الشهر لتعين الناس على (الأكل ) في هذا الشهر و جمع المال في آخره لتعين الناس على (شراء) الملابس في آخره إستعدادا للعيد ...

و بالرغم من أنه لم يأتي ذكر كثرة الأكل و “الإسراف”  فيه ولا الحصول على أجر إضافي على ذلك ، بل قد يكون فيه إثم ، ربما لما يلقى من فضلات أو ينفق في إرهاق الجسد و تعبه مما لا يساعده على الصيام … و بالرغم من عدم وجود ما يفرض هذا الإنفاق أو حتى كثرة الأصناف كل يوم … ولا ما يؤيد ضرورة شراء ملابس جديدة في العيد ولن يطلب منك إلا ملابس نظيفة و رائحة طيبة … إلا أن تعاملنا مع هذه “الثوابت” بات كأن القدسية في شهر رمضان لا تكتمل إلا بكثرة الأصناف و لا يقبل عملك في هذا الشهر بعد إنتهاءه إلا بملابس جديدة … و يا ويلها من تنقص في عدد الأصناف من زوج ثائر أو أنه هي ذاتها تتسلى بحجة أن زوجها و العيال يحبون ذلك …

هل يذكركم هذا بشيء؟

في أعوام مضت … كانت هناك الكثير من البرامج التي إعتمدت إسلوب تقديم الإحتياجات التي ستشعر أصحاب القل أنهم كغيرهم يتوفر لديهم ما يتوفر لغيرهم في سفرة الإفطار … و كذا أيضا برامج توزيع الملابس الجديدة و المبالغ المالية لشراء هذه الملابس بعد إنقضاء النصف الأول من الشهر … 

وهذا ما كان يحدث دائما بفضل الله و عون منه بتسخير من إستطاع لتقديم هذا العمل … و هناك بعض ممن لم يستمر على هذه البرامج لتغير و تبدل الإحتياج بتوجيه الجهد إلى ما هو أهم من ذلك … 

والحال هذا العام يبدو مختلفا أيضا … و ربما يجب أن يكون مختلفا حتى في تعاملنا معه و تعاطينا معه …

هل تعتقد أن التنويع في سفرة الإفطار فرض؟ 

بالتأكيد لا … بل أنك إذا ما قللت الطعام وأصنافه … زادت قدرتك على الصيام و الإستفادة من أعراضه و تصفية و تنقية جسدك مما علق فيه طيلة العام من دهون و شحوم و … وما لذ وطاب عند إبتلاعه ليتحول إلى بنج مخدر بعدها …  

من جهة أخرى … و بسبب هذا الإقبال على الشراء لتوفير تلك الأصناف في كل سفرة إفطار … تكثر البضائع (لأن العين تأكل ولا تشبع ) و ترتفع الأسعار أيضا ( بالإضافة إلى ما هي عليه الآن من إرتفاع ) ، و كذلك ترتفع أسعار الملابس و تستشيط غلاء … وذلك لأن التاجر يعرف جيدا أن “ فرض” قضاء العيد في ملابس جديدة لن يستطيع المواطن عصيانه وإلا فإن شهره ضاع وتاه ولن يفرح بالعيد … لعل العيد فرحته لا تأتي إلا بمظهر وليس بجوهر !… ولا بأس إن فرحت بالمظهر بملابسك التي إشتريتها العام الماضي … ربما.. ولكن هذا عيب وعار أليس كذلك ؟
“وهل سيفرض الحال هذا العالم على الناس التقليل أم يا ترى يضطر الرجل للسرقة حتى يحافظ على ذات المستوى من كل عام؟”
في رأيك كيف يمكن تغيير منطق التعاون و مساعدة بعضنا البعض في هذا الشهر وما بعده؟
ألا يجدر بنا أن نجتمع على إنقاص ثمن البضائع و قلب الطاولة على التجار بدل من محاولة تخفيف ضغطهم على الناس بجمع المال لتوزيع الغذا؟؟ 
وكيف ذلك؟
بالزهد في بضائعهم  … بالإقلال من شراءها “لعل الحال يفرض نفسه أساسا”… بإيجاد البدائل … بعدم إقامة المآتم و الزوابع إذا لم يكن الإفطار أكثر من صنفين أو حتى واحد فقط … أن لا تجعل عقلك و قلبك و حياتك كلها في بطنك كما تجعلها في كل شهوة تلحقها لتنسيك نفسك… 
أن نتوقف عن ممارسة عباداتنا بالشكليات كأننا نعبد الأصنام التي لن تقبل منا الشيء إلا إذا قدمنا الطعام و القرابين و دفعنا من مالنا لنرضيها بالشكل المناسب في الأعياد … و نتذكر أن الله ينظر إلى قلوبنا وليس أشكالنا … 

نحن نعبد الله وحده … نحمد الله على هذه النعمة التي أنعم بها علينا… أن جعلنا من المؤمنين … وبلغنا رمضان لكي نخرج منه بما يطهرنا مما إقترفنا فيما مضى من عام … 

أنت وأنا و جميعنا يعرف الإجابة … ولكن آلهة الناس (والعياذ بالله ) لا ترضى بما في القلوب و يجب أن ترضيها الشكليات وإلا سخطت عليك و عزرتك و هددت هناء حياتك بالفناء و النبذ من المجتمع … “ مع أنه هناك من يتحجج بالناس و بفرحة الأطفال ليفعل ما يشتهيه هو و يتباهى به أمام الناس “ 

يا الله لطفك و عفوك و رضاك …

هل نستطيع حقا أن نغير من أسلوبنا في التعامل مع رمضان بحيث نجتمع جميعا على فعل خير أكثر بقاء ؟


أن تجتمع الأموال لتحل مشاكل أكبر من ملء البطن؟

ربما بحاجة حقا لفقه الأوليات معنى و معرفة … لكي نستطيع حقا أن نجبر التجار و الباعة على أن يخفضوا من أسعارهم رغما عنهم … 

لماذا ؟

لأننا نحن سبب وجودهم ونحن من يبقيهم عندما يشتري منهم … الله هو الرازق ولكننا سبب … 
فإن لم نشتري من بائع الطماطم طماطمه ، الذي يبيعه أول النهار بخمسة 
هل سيستمر في بيعه بثلاثة؟ أم انه سيبيعه بدينار ربما 
و اليوم و غدا و بالتالي لن يجد المزارع من يشتري منه بالتالي سينخفض السعر ( أم أننا نفرح و نستشفي يإعادة نشر قصة البيض الذي رفض الرجل شرائه في البرازيل فإضطرت الشركة لتخفيض السعر؟ ) 

وهذا ما نستطيع فعله … ( إن أردنا ) ولكن هل حقا نريد؟
أم أن شهواتنا تمنعنا من ذلك ؟
أم أن المحافظة على العادات و التقاليد وإن كانت عقيمة ، حمقاء بلهاء  ، أهم بكثير من عقل الإنسان و صدقه مع نفسه ؟

لنكسر أصنام العادات في هذه الفرصة و نتعاون جميعا على إمساك مالنا في جيوبنا وإن شح … و نفرض قوتنا بصمت بعيدا عن العنف … حتى ينحني الجميع لإرادة جماعية موحدة … 

لنكسر أصنام الشهوة و نعبد الله مباشرة … وجميعنا يملك معول الإكتفاء ... 

لنجتمع على منفعة تعمنا جميعا ... 

نسأل الله أن يقبلنا و يتقبل منا ما عملنا وما سيسخرنا لعمله ، و يجمعنا جميعا في جنته على سرر متقابلين 


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

لمعة الحذاء ...

By 5/12/2016 10:18:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




نريد للحذاء أن يكون لامعا ... ترى فيه وجهك لشدة لمعانه ... و نريد للبدلة أن تكون قادرة على أن تقف لحالها ... و نريد للطاولة أن تكون أنيقة وكراسيها مغلفة ... و نريد للمؤسسة أن تبدو دائما حديثة ... للحفل أن يظهر الغنى و الفخامة ... نريد أن يظهر كل شيء كما نتخيله جميل ...
ولكننا لا نريد أن نعمل "إلا من رحم الله" ...    لا نريد أن نهتم بمن يرتدي ذاك الحذاء ... و حكمنا عليه ... قد صدر قبل أن يتحدث و قبل أن يقول ما يقول حتى نستطيع أن نعرف أي نوع من العقول هو من يقف داخل الحذاء ...

و حتى و إن لم يتسنى لنا أن نعرف أي العقول على كتفه يحمل ... فهل نحن بحاجة للحكم عليه من منظر أو مجرد حذاء أو ... لنكن أوضح وأصدق مع أنفسنا ... ما شأننا نحن ... و ما يرتدي أو يفعل بنفسه مالم يكن خارجا عن المعروف و الأدب والحشمة والحياء؟ ...

ما شأنك أنت في من يسير مرتديا ملابس رثة أو غير متناسقة و ليست ماركة ... أو حذاء لا تستطيع أن ترى فيه وجك ... ولا يُعرف حتى كيف ستنحني لتنظر في صفحة حذائه ... إلا إن كنت حقا ستنحني لترى جمود البرد في ملامح وجهك  و تفكريك و تصرفك المعبر عن عدم إتسعمال لما تملك من عقل  ...

دعك من لمعة الحذاء و أناقته ...  وإهاتم بعقل من يرتديه ... 


شكرا...
أكمل قراءة الموضوع...

حد الكلمة ...

By 5/02/2016 09:29:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



أكثر ما برع فيه العرب قديما ... السيف و الكلمة 
حربا و إغارة وسبي ... شعرا و غزل وهجاء ... 

و لم يبرع العرب في غيرهما ، إلا بإسلام و بإختلاط مع شعوب أخرى من الداخلين في الإسلام  ... 

علم الكلام و فنون الحرب ... ولم يستقم الإثنان في مسار صحيح إلا بالدين الذي هذب السيف وقوم الكلمة ...

فلم يعد السيف سيف ظلم و لم تعد الكلمة كلمة جور .
وتوقفت عندها الحروب بين الأخوة ، و إختفى القتل بالمجان لكل من يعترض الطريق ... 

بل أصبحت الكلمة للحق و السيف لرد الظلم و الظالم ... 
فهنأ عيش الجميع وتجانس الناس ودب الأمن وسرى العلم وإنتشر الدين بقدوة الصدق والأمانة وحب الخير ...

حتى تراجع الدين وهاج الجهل وتغذى بالطمع ... لتعود صنعة السيف وتحرف الكلمة ...

حديثا ... لم ينجح العرب في صناعة ... أو زراعة ... أو حرفة ... ولكن بقيت صنعتهم الكلمة ...  وأخذوا من الرعي النوم والجلوس لساعات طويلة ...و الرصاصة ... أخذت مكان السيف ، فالعالم تطور ولم يعد أحد يصنع السيف ليبيعه للعرب ... ولكن العالم الآن يصنع الرصاصة ... 

ولكن لم ينجح العرب حقا اليوم في إستعمال الكلمة وجعلها للحق داعمة ... ولا الرصاصة للظلم هادمة ... 

كيف برأيك نستطيع أن نستغل أفضل ما نحسن كي نحسّن من دورنا في الحياة؟
لسنا نحن العرب خير أمة أخرجت للناس ... ولكن أمة الإسلام التي لا فرق فيها بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى ... التي تتربع على عرش خير أمة أخرجت للناس ، مادامت تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ... و تنشر الدين بالمحبة ... 

العرب ولم نشمل المسلمين جميعا ... لأن طبيعة الإنسان العربي تختلف كل الإختلاف عن طبائع كل الأمم الأخرى ...

فهل نستطيع التوقف عن تقليد الآخرين و السير على خطاهم التي لا تنسابنا و البحث حقا عن ما يمكننا تحقيقه وفعله ؟

هل يمكن أن نطوِّع الكلمة لتكون رصاصة تقضي على الجهل ولتكون الرصاصة دعما للحق والكلمة بناء للإنسان ؟

تساؤلات ... تستمر و تبقى وتتجدد ... حتى نقف دون ما نعرفه من  قدر أنفسنا ، ليرحمنا الله .

شكراً...
أكمل قراءة الموضوع...