قطوس في شكارة

By 12/29/2015 11:21:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





في مجتمع خلطت الأحوال عليه و أختلطت المشاعر بالخيال و الأساطير الإجتماعية التي بنيت على بعض التجارب الشخصية و صدقها البقية … يسمي الكثيرون زواج خطبة الأهل المباشرة “قطوس في شكارة “ أي أن الزواج بالحظ وليس فيه ما هو معلوم و كأنك تستلم قطا في كيس … لم تره و لم تعاينه و لم تعرف إن كان سيعجبك ، يناسبك أو لا … و لإن القطوس في شكارة هو بمثابة المجهول بالنسبة للزوجين … و بطبيعة الحال الكل يرى أن القطوس هي … الفتاة … المغلفة بالمجهول و يأخذها العريس الذي في الواقع أيضا هي مجهولة له … ليتبادل الإثنين كونهم القط الذي في الكيس … ولكن هل حقا هناك زواج ليس فيه “قطوس في شكارة” ؟ بمفهوم المجهول للطرفين؟

الزواج الذي يطلق عليه زواج تقليدي ، ذاك الزواج الذي تزوج به الصحابة و تزوج به الصالحين ، و تزوج به الأجيال من قبلنا لعدة الاف من السنين … يسمى زواج تقليدي لأنه لا يعرف فيه الزوج الزوجة معرفة شخصية عميقة تنقصها فقط العقد لتكون حلالا… و لكن يعرف أهلهم و صيتهم و هناك من يراقبهم و يتابع سيرتهم و هم معروفون جميعا لبعض … 
اتساءل أحيانا كيف كان المسافر القادم حديثا إلى قرية يتزوج من أهلها و قد يستقر أو يرحل بأهله … ولا يسمع أحد عن أحد بعد ذلك شيئا … و تستمر الحياة … 

أهو ظلم للزوجين ؟ أم هو ظلم للفتاة ؟ 

لا لم يكن ظلما ، فقد كان الإثنان يمران بتربية كافية لتخرجهم أشخاصا أصحاب مسئولية … تربية تعطي كل منهما شخصيته و كل منهم مكانته و كل منهم مساحته الخاصة “مساحته التي لم تعد تعجب أحدا اليوم لإن التطلعات باتت أبعد و إن لم تكن حقا تناسب “  به التي لم يعترف بها أحد لإنهم أرادوا أكثر منها و أوسع منها … و بحكم الحشمة و الحياء لم يكن ينتشر بين الناس الحديث عن الحنية و الرقة و الرومانسية ، بالرغم من أنها كانت في أعمق تفاصيل حياتهم ، و لعل ما يغلب على مجتمعنا هو … فلان طلق فلانة لإن حجم حذائها كبير ، و فلانة طلبت الطلاق من فلان لإنه يأكل كثيرا … و فلانة تكرهها أم زوجها فطفشتها … و لا نسمع أن فلانا كان يكرم زوجته ، و تلك الزوجة تطيع زوجها … و أن بينهم جلسات شرب الشاي في العشية … و هم يتبادلون الأحاديث و يجمعون حولهم الأطفال …وأن أم زوج فلانة تحبها أكثر من إبنتها وتكرمها أشد الكرم و إبنها بذلك فرح ، ولا تنتشر فكرة أن الأب تزوج بعد وفاة زوجته بمن ستربي الأطفال و كانت حقا أحن عليهم من امهم التي أنجبتهم … لا تنتشر هذه الأخبار … بيننا … 

ومانتج عن إعتبار أن هذا الإسلوب ظلما للفتاة … و عجز البعض عن فهم أساس الحياة و دخول المادة و تفريقها للإخوة و إلهاء الجميع عن بعضهم … أن كره إسلوب الزواج هذا و ظهر إسلوب زواج العلاقة و التعارف قبل الزواج و الوقوع في الحب و الإعجاب … و ذلك ليعرف كل منهم من سيتزوج و يكون عنه فكرة واضحة تأتي معلوماتها من المصدر و ليس قيل و قال … 

و الواقع يقول أن هذا الأخير هو خداع للنفس أكثر من غيره ، لإنك تعتقد أنك تعرفت و عرفت و رأيت و قيمت … لتكتشف بعد الزواج أنك لم تك تعرف شيئا … فكأنك خدعت نفسك بنفسك … و من الطبيعي أنه لن يخرج عليك أحد ليقول أنا أخطأت التقدير أو غششت نفسي في الأمر و سرت خلف الجميع و لم استفد من تجارب غيري … لتجد أن الجميع يقولون أن الأخر ظهر على حقيقته و انه مخادع و لم أرى في حياتي أسواء منه … 

و إذا سألته … هل تزوجتم “قطوس في شكارة”؟ 
لا كنا على علاقة لفترة ثلاث سنوات “أو يزيد” و كان الجو بيننا رائعا … ( لاحظ أن هذا الكلام ستسمعه من الطرفين ولتكن منصفا و تعترف بعجزك أنت أيضا ولا داعي لتبرير ما فعلت “ … 

إذا أنتم أيضا تزوجتم قطوس في شكارة … ولم يعرف أحدكما الآخر حق معرفة التي تحدث حقا بين من تزوجا بمقاييس سليمة صحيحة بنتنا نسميها “تقليدي” “ و الغريب ان التقليدي هذا الذي يكرهون يحبون منه كل مظاهر العرس و الأشياء التقليدية التي لا تنفع ولا تفيد ولا تصلح ولا ولا “ 

لاحظ … أن هذا النوع من الزواج ( التعارف و العلاقة ) قليلا ما يهتم فيه الأهل لمن يكون هذا الخاطب و هذه الفتاة بإعتبار أنهم يعرفون بعضهم منذ سنين و الحديث عنهم قد إنتشر و بات كل منهم مألوف لدى الآخر و الأم لم تسمع عن الفتاة إلا الخير و عن الشاب إلا الجمال و الحنية … فيقل معدل السؤال و البحث و التأكد إن كانت هناك علاقة و الفتاة ذائبة في حب الشاب و به معجبة ولا ترى إلا هو و هو أفضل رجل في الدنيا كلها و مثله لم تلد النساء … 
و ربما إن رفض الأهل تقام الحروب للحصول على الزوجة و تجند الجيوش لإقناع الطرف الرافض … وهو ذاته من يستنجد به في حال أكتشف أن “القطوس “ التي في “الشكارة “ تخبش … 

و بالتالي و بما أن كل منهما لم يظهر للإخر كل جوانبه … و ساعدت في ذلك هرومناته وطبيعته و رغبته في إبهار الآخر و إثارة إعجابه و قد يكون طبيعيا أن يحدث هذا من الطرفين في تلك الفترة … إلا أنه يناسب المخلوقات الآخرى التي تتزاوج بناء على الشكل و القوة و الزقزقة و الإبهار بالصوت … 
لذلك … فإن الواقع أن حتى زواج العلاقة و المحبة و طول المعرفة يبقى هو “ قطوس في شكارة” أكثر من الزواج الطبيعي الذي تخطب فيه الفتاة من أبيها مباشرة و من ثم تستشار هي و ترى إن كانت ترفض أو تقبل ، و لهذا أيضا وجد شيء إسمه المقابلة الشرعية التي فيها يعطى الحق للفتاة و للشاب لمعرفة من يكون الآخر … “هذا الكلام لن يعجب الكثيرين و ستختلف ردة الفعل ما بين متزوج و مقبل على الزواج و مقتنع بالعلاقات و رافض لها “ … 
و هذا يعود بنا أيضا إلى مسألة … كيف هي مقاييسك لتقدير صلاح من ستتزوج من عدمه … 

فإن ما لا تظهره المكالمات واللقاءات والزيارات أيا كانت ، و إن خلت من اللمس و المهمس و الخضوع بالقول …  لن تظهره إلا المعاملات اليومية الغير محسوبة والغير منقة ولا مغلفة و التي نواجهها يوما بيوم … و كذا إنتقال مسؤولية كل منهما إلي الآخر تغير من تعاملهما مع الأمور بعكس ما قبل الحلال ، فلا أحد له علاقة بإحتياجات الآخر ولا أحد يعيش لإجل توفير سبل العيش للأخر … 
فمن يجلس بجانب السائق لن يرى الطريق كما يراها السائق إلا عندما يكون جالسا في مكانه …

و الغريب أنه بيننا من  لا يقبل أن تخطب الأم الفتاة مباشرة و يفضل الكثيرون التعارف قبل الزواج و حتى سؤال الفتاة إن كانت موافقة ام لا قبل التقدم للزواج و كأن موافقتها تكفي لتزويجها … ولكن أعينهم تتلألأ عندما يسمعون أنه رأها مارة صدفة فأعجبته فأتى بأمه لتخطبها … يالجمال اللحظة … و ما الفارق في هذا إن رأت الأم الفتاة و أرادتها لإبنها لإنها عرفت أنها تناسبه و تعجبه و سيراها لاحقا و له ان يوافق او يرفض كما لها أن توافق او ترفض ؟


وان كان الإختيار أتي عن طريق نظرة مباشرة أو دلالة دليل إليه… فإن من حقهما القبول والرفض بما يرونه مناسبا لكليهما وذلك ربما يكون … أهون من التعلق بشخص وإسكانه القلب والخاطر ولا تلتقيه إلا في الأماني والخيالات حتي وإن إنتقل الجسد للعيش مع من أتي “كقطوس في شكارة”  كحل لطول الإنتظار لمن سكن القلب … فمن يضمن خروج وتوقف الأماني من الحضور وحتي الدخول في مقارنات للواقع مع ما لم يكن إلا حديثاً يمكن لأي كان أن يضع نفسه فيه قيسا ودنجوان أو هي ليلى و شهريار … 
الشعور بهذه المشاكل ينشأ عادة بعد الإرتباط ومدى غرابة الأمر لما قبله وبعد … فأنت تغش نفسك بما تتوقع لتصطدم بواقع نفسك فيه أوقعت … 
فتجد ان أبواب الأحلام غلقت وأنت أمام واقع به من الحواجز ما لم تكن تراه وأنت حالم متمني …



وما لم نشعر ونتحسس هذه المسائل فان إنتاجنا لأسر عقيمة الإحساس بعيدة التواصل بين الأزواج سيتضاعف وسيتكاثر الفراق “كقطوس في شكارة”  تلقى في نهر من التيه و كثرة المغريات و الشهوات و العروض المجانية لعيش حياة حلوة أبدة …
و كم ستكون نظرتنا للزواج سيئة بعد تلك التجارب … و كم سيعيش الكثير من الأزواج حياة كأنهم أخوة يعيشن في بيت واحد يربون أطفالا وجودهم كهدايا عند شراء أكثر من علبة شكلاتة … و يستمر البحث عن الخيال … 


فراجع أي أنواع الزواج هي حقا … القطوس في شكارة على أصولها … و تعلم من تجارب غيرك … و تأكد … أن ما أتاك به نبيك لا ولن … يكون فيه ظلم لك … ما إن طبقته كما يجب … 




شكراً… 
أكمل قراءة الموضوع...

ماوكلي و فضيحتنا أمام الكميرات ...

By 12/28/2015 08:55:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




هل شاهدت أي لقطة من لقطات الحيوانات التي تركز في أذهاننا أنها تأكل بعضها ولا ترحم؟
ذئب و نعجة ... كلب و قط ... قط و بطة ... قطة ترعى بط ... أسد و حمار ... فهد و قرد ... لبوة و عجل … 

متركز في أذهاننا أن هذه الحيوانات لا ترحم بعضها ... بل تأكل و تنهش تصطاد و تقطع ...

ولكن الذي بات واضحا ... أن الحيوانات  ... تعيش في سلام بينها وبين بعض ... ولا تقتل إلا لأجل العيش ... لا يمكن أن تجد حيوانا واحدا يقتل فقط لأجل المتعة ... أو عبثا ... اللهم يكون قد أصيب بذعر بسبب البشر ... 

و إذا قتل حيوان واحد ... إذا شبع ... يترك بقية ما إصطاد و تعب في صيده لمن بعده ... ليأكل كل من ذات الفريسة ... 

كم هو نظام بديع هذا الذي يكون القتل فيه رحمة ... القتل فيه إستمرار لنظام متكامل ... يبقى فيه من القطيع القوي مستمرا لمنفعة الجميع ... و ليس لمنفعة نفسه ...

فضحتنا الكميرات ... عندما إستعملت لتصوير أفعال البشر ... التي لا تستطيع أبدا مقارنتها بما تفعله الحيوانات ... ترى مقطع لشخص راشد يلقي بطفلة في حوض سباحة تكاد تغرق ... و ترى فيها كلبا يحاول إنقاذ صاحبه من الغرق ... و آخر يدفع صاحبه ليسقط في الماء ... و خرتيت ينقذ قطة من بحيرة ... 
فضحتنا الكميرات عدنما إلتقط البشر صورا لإنفسهم دون تفكير ... و عرضوا ما ستر الله منهم ... و لم يبالوا ... 
و فضحتنا عندما أظهرت ما يفعله البشر تحت ستر الله لهم ... و أظهرت كم أن المزاح بات إجراميا عنيفا لا يبالي بنفسية أو خوف ... بات المزاح ترويع و تخويف ... و بات الخوف  لا يبالي أحد به ...

فضحتنا الكميرات عندما عرضت جثث القتلى ... و ما كان لها أن تعرض ... عندما أظهرت بشاعة فعل الإنسان الذي أفسد فيها و سفك الدماء ... 

قال باقيرا لماوكلي ... أن الحويانات تقتل لأجل القوت و العيش ... أما البشر يقتلون لأجل المتعة ... 
و يالها من متعة ... فضحتها الكميرات في كل بقاع الأرض ... 

أتدري ... أن شعور ذاك الضبي الصغير بالأمان مع تلك اللبوة التي دافعت عنه و رعته ... بيننا من الأيتام من لا يشعر به مع عم له أو خال أو مربي يتقاضى الأجر ليرعاه...!

و قد فضحت الكميرا ذلك مرارا ... و تكرارا ... ومازالت ... إلى أن ... 


شكراً… 
أكمل قراءة الموضوع...

هل تذكر؟

By 12/19/2015 09:47:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



تذكر قول الله تعالى : 

 {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

و قول الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]،
وقال سبحانه: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]

ويقول عز وجل: { وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ...} [القصص: 47].

و قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]

وكقوله عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]

وقال جل وعلا: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [آل عمران: 181، 182]

في ثلاث مواضع من كتاب الله عز وجل.

ويقول سبحانه: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]


إذا ما عرفت كل هذا ... ولم تك أحمقا ... 
أمازلت تبحث عن حل؟
أمازلت تنظر يميناً وشمالا لتلقي باللوم على غيرك؟

نعم أحدثك أنت ... أنت وكل من تعرفهم ... وأنا منهم ... الحديث لنا جميعا 

ألا نستحي؟

والله إننا لا نستحي ... ولا نحسب حساب سيئات ما نعمل 
فكل منا يلوم الآخر ... فردا كان أو مجموعة أو حزبا أو غيره ...
ربما نكون قد نسينا معنى الصلاح ... أنه ليس فقط الإبتعاد عن إحتساء الخمر و معاقرة النساء ...

وننسى أننا ألفنا ذنوبا كثيرة لا يمكن حصرها ... الفناها أي إعتدناها ولم نعد نرى أنها ذنوب من الأساس ... بل أصبحت " عادي يا راجل شن فيها مادارش حاجة عيب هو أو هي " 

ربا؟ ... بيننا كثير ...
زنا ؟ ... حدث ولا حرج ...
لواط وسحاق؟ ... ينكره كثيرون ولكنه موجود 
عدم وفاء بالوعد؟... أنت أدرى بذلك ...
تضييع أمانة؟ ... ما رأيك؟
نهب؟ ... لا ليس نهبا انه تمشيط ...
حرابة؟ ... إبحث عن معناها ...
أجساد عارية تتباهى بها النساء في الشوارع؟ ...لست بحاجة للوصف فالكل يراى ذلك

ناهيك عن ... الأنانية المنافية للإيمان 
الحسد الشيطاني ...
الحقد الأخوي ...


مقابل هذا كله ... فإن الخير فينا إلى يوم الدين ... نعم وما هو الخير الذي فينا؟

إن كنت لا تعلم أو نسيت أو تغافلت وألفت حياتك كما هي ... فإنه خير لا إله إلا الله في القلوب ... لا إله إلا الله بحقها الكامل ...

هل تعلم ما حق لا إله إلا الله؟ ويحك إن لم تكن تعلم ... إبحث ماذا تنتظر؟
هذا الشيء لا يدرّسونه في المناهج ... وقليل نادر من الأمهات تمرره لعقول وقلوب أبنائها ...ولكن لا حجة لك أنت بالغ الآن مسؤل عن نفسك فابحث وعلم نفسك لتنقذها ...

فلا تدري هل ينجو المركب الذي أنت عليه أم لا ... فإعتمد على نفسك ...

علينا الإستمرار في التذكير والتذكير من جديد لأجل التذكير بالتذكير ... أن نذكر بعضنا البعض ...

فأيا كان ما تشعر أنك تعانيه ... فأنت سببه ... نعم أنت سببه وإن لم تكن مقتنعا بذلك ! وبأنك السبب ارجع لبداية الحديث وإقرأ كلام الله لتتأكد أنك أنت سبب ما أنت فيه من سوء ...

فتوقف عن الشكوى وإفعل شيئا ... حل المشكلة فيك أنت ... نعم فيك أنت يا من تقرأ … فينا جميعا … أنا و أنت ... و كل منا 

إرجع للبداية وتأكد إن أردت … 



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

حربنا على طبيعتنا ...

By 12/13/2015 08:22:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


إنه نحن ... إنه فينا ... 

شيء موجود في أصل خلقتنا و فطرتنا التي خلقنا الله عليها … 
من العيب و ليس من الأدب أن تتحدث عنه من باب التعليم و التوعية ، ليعرف الزوج و الزوجة الحديثي الزواج كيف يبدأون حياتهم الزوجية دون أخطأ و كيف يستمتع أحدهما بالأخر بما حلل الله لهم ، و أن تكون تجربتهم تجربة صحيحة 
عيب ممنوع غير مرغوب فيه أن تتحدث عن ذلك ، و حتى أنك كيف تكتب و تنشر موضوعها كهذا بأدب؟

ولكن ليس من الممنوع أن يتحدث الجميع فيما بينهم و يتناقلون معلومات خاطئة و يتصرفون تصرفات تهدم بيوتهم ولا يجدون من يوجههم التوجيه الصحيح لأجل المصلحة و لأجل عدم الدخول في الخطأ أو التجاوز فيما أحل لهم أو على الأقل أن تكون علاقتهم علاقة صحيحة شافية للطرفين و دون تضييع حق أحدهما عن الآخر 


فهل هذا حمق منا أم هو جهل و تخلف في عقولنا ؟

أن نسمح بالسفاهة و السخف أن يتداول بين الجميع ولا نسمح بالصواب و الصحيح أن يتناقل و أن يناقش و إن كان في مساحات مسموح بها عقلا و دينا و فطنة و أدبا بإشراف عقلاء و بمعلومات صحيحة لا حرمة فيها … لنصحح كثير من مسارات زيجات محطمة و إن كان الجميع يراها مستمرة لا طلاق فيها؟
غريبة نظرتنا لنجاح الزواج في إستمراره فقط و إن كان نتاجه حطام لرجل و إمرأة و أطفال … 

كم نحن منافقون في أمور كهذه ، نظهر ما لا نبطن … نتصرف بعكس ما نحتاج و بعكس ما نريد … ولا يتصرف ضد مصلحته إلا الأحمق الذي يرى أنه يحسن لنفسه من حيث أنه يضرها … 

فما المشكلة أن يكون لدينا مساحة توضح فيها الأمور التي يحتاجها كل إنسان في حياته قبل الدخول إلى العالم الذي يكاد الجميع يقطعون بعضهم بعضا للدخول إليه وهو عالم الزواج ، تلك القاعدة التي يبنى بها الجيل بعد الآخر … 

بنينا الزواج على أنه بيت جاهز مجهز من كل ما يوسع العين و يبهجها ، و ملابس و مرتبات و حفل لابد أن يكون مبهجا مبهرا يتحدث عنه الناس و نسينا الجوانب الأصلية التي تبنى عليها الأسرة السليمة التي سينتج عنها حياة مريحة و جيل عاقل … سليم بعيد عن العقد النفسية … 

تكذب على نفسك و يكذب الجميع على أنفسهم إن قالوا لا الحياة الخاصة للزوجين ليست بالأهمية … 
كاذب … تكذب على الجميع و تذكب على نفسك قبلهم  … الحياة الخاصة التي يستحي الكثيرين حتى السؤال عنها خوفا من الاصطدام بردود مستهزئة … ( أيعقل أنك لا تعرف شيئا كهذا؟) هي شيء مهم في الحياة الزوجية و ليكن في علمنا جميعا أنها سبب من أسباب الزواج المباح أن يعف الإنسان نفسه و له على ذلك أجر عظيم  و الله دائما في عون الناكح المستعفف … فهي حاجة طبيعية موجودة لدى الجنسين ، الرجال يشتهون و النساء يشتهين … و الكل له حاجته التي أحل الله أن تقضى بالزواج …

قد تسمع أحدهم يقول … أن ذلك شيء مهين أو غير راقي … و هذه نظرة خاطئة … لأننا لم نختر كيف نخلق و كيف نكون و كيف نتكاثر ولم نختر أن تزرع فينا الشهوة التي نهملها فتهلكنا … و لكن الرقي في هذا الأمر يتعلق بكونه حلال أم لا … 
فقد أحل الله لنا الطيبات من الأمور … و الطيبات من الأزواج … و كلمة الطيبات لا تعتقد أنها تعود على النساء فقط… فكما يستمتع الرجل بالمرأة … فإن المرأة تستمتع بالرجل بعضهم ببعض.
و بإمكانك البحث في القرآن للحصول على دقة الوصف في بعضهم لباس لبعض … و كم هو وصف راقي و لطيف جدا لشيء إن أستعمل في الحلال فهو قمة الرقي … قمة النقاء و الصفاء … 
و لا ننسى أن نذكر أن الأجر فيه عظيم ، أن يقضيها الإنسان في حلال … فكما يحصل على إثم إذا قضاها في حرام فإنه إن قضاها في الحلال فأجره أعظم .

فلما نتعامل مع طبيعتنا كأنها عدو لنا؟ في حين أننا نعادي أنفسنا ونحطم أساساتنا بتداول معلومات سخيفة لا تمت لنا بصلة ولا بالصحة و العقل و المنطق و الصلاح و الإيمان بأي إتصال ؟

لأننا حمقى … ولن نستثني منا أحدا … فمن عرف و فهم و لم يتحدث يكون أحمقا لأنه اعتقد أنه لا يحتاج إلى نصح الأخرين و إعتقد أن هذا شيء فطري يمكنه ان يحدث كما يحدث عند الحيوانات أكرمكم الله ، و نسينا أن النبي تحدث و نصح و أوضح الكثير في هذا الجانب … ومن لم يعرف أيضاأحمق لإنه لم يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة الصحيحة و اكتفى بمعلومات خبيثة ضللته و ضللت عقله و أدخلته في دوامة لن يجدها في الواقع و لن يستطيع أبدا الحصول على جزء مما يتابعه و يعتقد الآن أنه هو الأصل ، لغياب المعلومة الصحيحة … نعم نحن حمقى و يجب أن نفيق و نعي أن ما وجدنا عليه اباءنا لا يصلح لنا اليوم … و أن هناك دين يجب أن نفهمه فهما صحيحا … و أن نتحول إلى منطق أفضل و أكثر وضوحا حتى لا تهدم البيوت … و إن استمعت لمن ينصح المتزوجين او المقدمين على الزواج … عن هذه الأشياء لصعقت … و فهمت أن الكوارث التي تحدث و الطلاق له أصول عميقة في تربيتنا و ليس فقط عدم تهيئة للمقبلين على الزواج لإستقبال الحياة الجديدة التي يكاد نفس كل منما ينقطع حتى تحين اللحظة التي يستر فيها كل نفسه و يجد ما يعينه على مابه من طبيعة …

عيب و خروج عن النص أن تتحدث عن هذه الشهوة في العلن و إن كان بالصحيح المطلوب الواجب و لكن لا بأس أن تتحدث عنه و تتبادل صوره و فيدواته و معلوماته المغلوطة مادام سرا … و لا بأس ان تلمح بكلمات واضحة فاضحة علنا مادمت لا تهتم لصحتها من عدمه … 
و كما يحدث دائما الهدم و الأمراض تبدأ سرا ولا تدري إلا وقد إجتاحتكم و أصبح الوقت متأخرا للعلاج …

و ربما هناك الكثير ممن يقرأون و يفكرون فيما مروا به من تجارب بائسة فقط بسبب عدم بحثهم عن سنة النبي في هذه الأمور ، بسبب إتباعهم نصائح خاطئة عقيمة مصدرها كان أفلام لا تحمل من الواقع شيئا ولا تعطي أي إنطباع عن الحقيقة السليمة ، بل تنشر المرض و الأفكار البائسة التي أدخلت الأمراض لفراش الزوجية … و شققته و هدمته ليشعر كل منهم انه لا يحصل على ما كان يتخيله مما علق بعقله من تلك المعلومات الهدامة … 
ولكن … هناك مجال دائما لتصحيح كل شيء … فإبحث في السيرة عن أحاديث نبوية تنصح فيها الزوجين بنصائح تفيدهم في هذا ، و هناك سنن كثيرة تجعل من نتائج اجتماعكم أفضل بإذن الله … ناهيك عن إعطاء كل طرف للأخر حقه الكامل الذي كثيرا ما يعجز الكثيرون أن يطالبوا به خوفا من الرد أو خوفا من الخصومة ولكن يشتكون به لمن يعتقدون انه صديق … 

قد لا يعجبنا الحديث في هذا … ولكن كذلك لن تعجبنا نتائج إهمالنا و مداراتنا و سكوتنا عن كل ما يحدث في الخفاء و نحن اليوم نكاد نرى كثير من الشباب و البنات بأفكار و قناعات خاطئة جدا لا يجب أن يسكت عنها و يجب أن تصحح لأن هذا الموضوع من أهم أسباب الطلاق … على الإطلاق ... 


كفاية … يكفي … لا تسترسل أكثر … كفاية …


شكرا 
أكمل قراءة الموضوع...