فوضانا ...

By 10/30/2013 10:03:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





أتعتقد أن الفوضى هي فقط 
ما استحل من دماء و أعراض و أموال بخطف و قتل ، نهب و تنكيل؟ 
أم انك تعتقد أن الفوضى هي عدم التزام بإشارات مرور و قيادة السيارات بنظام الغنيمة؟ 
أتعتقد أن الفوضى فقط في الإدارات و المؤسسات و غياب العقل لدى السلطات ؟ 

لا ...
إن كنت تعتقد أن الفوضى هي هناك فقط فربما عليك مراجعة نفسك ... 
ففوضتنا ... تبدأ منا بيننا و بين أنفسنا ... لأننا نحن من يخلق النظام و نحن من يخلق الروتين و نحن من يوجد العرف و يطبقه و يحميه و يستميت في إتباعه  ... 

نحن و لا احد غيرنا ... ولن نقول ... هم هذا الشعب اللعين كما يحلوا للكثيرين وصفه متناسين أن ذلك يشملهم هم قبل بقية الشعب ... إلا أن نقول ... إلا من رحم الله لاستثناء من كان في قلبه الخير و به و أمثاله لا تزال الحياة تدب في ارض نسير عليها

راجع نفسك ...

هناك أمور لا علاقة للمحيط بها ...
لا علاقة للدولة بها ولا حتى لإخوتك اهلك أمك زوجتك أبناءك أيا كان من يحيط بك من بشر ..
لا علاقة لهم بها ...

هناك فوضى في الفكر فوضى في العقل فوضى في الإحساس و المشاعر ... فوضى في الحلال و الحرام ... فوضى الأفهام فوضى التعاملات ... 

راجع نفسك جيدا ... ابحث عن الفوضى في التعامل بينك و بين نفسك 
تعاملك مع جسدك ... مع صحتك ... تعاملك مع نعم الله عليك .... 
تعاملك مع فروض الله عليك ... ألا تجد فوضى هناك ؟ 

إلا من رحم الله ... 

كالجدار من طوب صغير و اسمنت بين الطوب يشده إلى بعضه بعض ... يتكون ...

فنحن بالفوضى التي فينا (إلا من رحم الله ) نشد بعضنا شدا لفوضى اكبر في مجتمعنا ... و حياتنا اليومية و أسلوب معيشتنا ... الذي يصر الكثيرون على نزع الجودة منه بتصدير الفوضى من عقولهم و حياتهم إلى محيطهم ...
راجع ... نعم راجع نفسك ... و اسألها ... هل حقا ... أنا منظم حتى ينتظم ما حولي؟ 
نعم هناك تأثير من المحيط على الفرد و لكن هناك مساحة خاصة بالفرد لا دخل للمحيط فيها .... راجعها فهي جزء من أجزءا تكوين المحيط حولنا

الكون أعطي لنا ... و نحن من يعمره ... و نحن بدورنا من يسيره ... و إن لمت الحكومة ... فهي أناس كانوا مثلي و مثلك لا شأن لهم فيها و لكنهم تقلدوا المناصب فهل إن تقلدت أنا او أنت المناصب لدينا من الترتيب و الاستقرار النفسي بداخلنا ما يكفي لان نعكسه على محيطنا ؟ 

ابحث عن الفوضى بداخلك و رتبها ... و توقف عن تصديرها لما بك يحيط 




شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

لنتوقف لحظة ...

By 10/19/2013 03:06:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





نعم لنتوقف لحظة ... 

و ننظر الى فوائد و نتائج كثرة الشكوى و التذمر و الشتم و تعليق اللوم على الغير ... 

هل ترون لذلك أي فوائد ؟ ان كنت تملك فائدة واحدة لذلك فربما ننضم جميعا لهذا التيار الذي لا نرى فيه الا ضياع للجهد و حرق للأعصاب و كثرة الإصابة بالقرحة في المعدة و التشنجات في الأمعاء و الحاجة لشرب كوب من القهوة او اخذ أقراص بنادول و ينتهي الحديث بالله غالب او شن بدير هي ... 
و ماذا بعد؟ 
عجزنا نعم عن إيجاد القاعدة المشتركة التي يطالب بها الكل ... نعم الكل يطالب بالأمن و الأمان و سأقول الجيش و لن ألحقه بكلمة الشرطة من باب التغيير و لكن لأقل النظام ... نعم الكل يطالب بذات الشيء و لكن المطالبات دون عمل؟ دون اجتهاد دون أداء للواجبات؟ 

ربما لا يقتنع الكثيرون أن السعي للرزق الحلال له تأثير على ما يحدث ؟ 
ان الكسل و الملل و النوم لا يؤتي ثمارا إلا ما يحدث الآن؟ 

لماذا فشلنا في إيجاد القاعدة المشتركة التي يريدها و يحتاجها الجميع ؟ 
لماذا لم نتفق أن المصلحة العامة تأتي على الجميع بنمو المصلحة الخاصة و لا مصلحة خاصة حقا الا من خلال المصلحة العامة
إذا تحققت المصلحة العامة من الاستقرار فان كل فرد سيحصل على راحة البال و المساحة التي يحتاج ليتطور إن أراد التطور ... 

كل المسميات كل الفئات كل الجهات ... لا تهتم للمواطن العادي ... و لكن كيف ستهتم به و هو نفسه لا يهتم لنفسه؟ 

هو نفسه لم يقف لحظة مع نفسه و يحاول فهم الأمور فهما صحيحا؟ 
لاحظوا أن الحديث العام لغالبية الشعب ... كموج البحر ... يهيج و يهدأ ... ولا يصنع الموج إنما يتفاعل مع هبوب الريح ... و التيارات ... 
قتل فلان ... يهيج الشعب و يصيح و ينوح و يستنكر ... يأتي الليل ينام الشعب و يصحو يبحث عن بريوش او شكشوكة يفطرها ... 
خطف فلان ... يهيج الشعب و يصيح و ينضر و يحلل و يطالب و يستنكر... و ربما حتى يخرج يقف في الشارع يكتب شعارات لم يعد احد يقرأها ...
حتى يأتي الليل لينام يبحث عن زوجة أو عيال يسامرهم ... 
يأتي الصباح ... يصيح أين الخبز ... و ربما يشتم الحكومة ... و يتذمر من الانترنت و قلة الخدمات ... 
و يذهب إلى عمله متأخرا ولا يقضي حوائج الناس التي هو مكلف بقضائها و يتقاضى راتبا عن ذلك ... 
يفجر المكان .. يقتل فلان يخطف فلان ينهب المكان ... تهيج الهائجة ثم يستمر البحث عن مأكل و مشرب ... 

اذكر صديقا ... أتى يحدثني انه مل و كل و سئم الوضع في البلد و لم تعد عيشة و لم يعد المكان يناسبه ... فقلت له ... ارض الله واسعة ... 
التقينا بعد مدة ... 
كان مبتسما فرحا متفائلا مبتهجا .... 
خيرا يا فلان ماذا حدث؟ 
لا و الله الأمور مية مية البزنس مليح طحت فيه و الأمور تمام و توة بندير و ندير و ندير و درت و درت و بندير و الأمور بعد هكي فساد ....

إذا الأمر ليس مرتبطا بالبلد إنما مرتبط بما تحصل عليه أنت من فائدة ؟ 
كالزوجة النقاقة ... إن كان زوجها غني ابتسمت و فرحت و أن شح حاله اسودت المعيشة معها و لم يعد احد يطيق البقاء معها ... 

لماذا لا يقم كل بواجباته؟ أيا كانت بسيطة؟ على الأقل لا تزعج الآخرين عند عملهم ؟ 
هذا الصباح ... كان هناك منشور عن جهاز يوفر تحلية و ثلج و ماء ساخن ... سعره يفوق الألفي دينار ... لو اطلعت على الردود ... 
التي اغلبها لا يهمها الامر و لكنها تنتقد الناشر و تقول هذا ما مازل شن ولت ؟ ولا معاها مرا؟ تو حتى كان أدير في القهوة تو نقولوا ... جاية بحوشها بكل؟ نشري كذا و كذا أحسن لي ... 
و غيره يقول لم تنزل المرتبات حتى نشتري مثل هذا هات مرتبات الأول ... 
و هل أجبرك الناشر على الشراء؟ 
السؤال ... هل أنت شخصيا مقصود بهذا الإعلان؟
إن كنت لا تملك ثمنه فلا تنسى ان هناك من يملك ثمنه ولا يهمه أن يدفع هذه القيمة في شيء كهذا أو حتى أكثر
ألا يمكنك أن تمر على الأمر دون ان تحبط أو تشتم أو تقلل من قدر الآخرين؟ 
أم أن كل شيء يباع في السوق هو موجه للجميع بكل الطبقات و كل الفئات و كل المداخيل؟

و يجب أن يستطيع الجميع شراءه؟ أم انه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف و قدرات و أرزاق وزعت من عند الله 

اخبرني صديق ... ان احدهم اتى يطلب معونة في رمضان ... 
فاستغرب ... سأله 
الم تقبض المنحة التي تمنح للأطفال؟ و كان لديه أربعة أطفال 
و عن كل طفل قبض ستمائة دينار أي ما لا يقل عن الفين و أربعمائة دينار 
قال نعم قبضتها في بداية رمضان ... 
و نحن الآن في العشرين من رمضان وأنت تطلب معونة؟ 
الأمر ليس في المنح و العطاء إنما هناك من الناس من كتب الله عليهم البقاء في الفقر و هو بالتأكيد خير لهم و ابتلاء لغيرهم ... 
ومهما أعطيتهم فلن يتغير حالهم ... مهما فعلت ... 

لسنا مجتمع يشجع التفكير و لا الابتكار و لسنا ممن نتقبل التغيير إلى الأفضل أيا كان و لسنا ممن يحث على الاستقلالية و حرية التفكير حتى للأطفال ... منا حتى من يمنع التدبر في خلق الله و هي من أرقى العبادات ...
نفلح كمجتمع في المحاربة و الاستهزاء لكل نجاح الا من رحم الله 

لماذا؟ لماذا لا نغير من أنفسنا و ننتبه لما نحن فيه بدلا من كثرة الشكوى ونحن لا نفهم ما يحدث لأننا نحن أصحاب الفوضى ... إلا من رحم ربنا ... 

لماذا ؟ 
اسأل نفسك لماذا ؟ لا تلقي باللوم على الغير ... 

أخيرا و قد أطلت ... 
أذكركم بمن اتى لسيدنا علي كرم الله و جهه ... هل أنا بحاجة لشرح من يكون سيدنا علي؟ و ما هو عليه من حكمة ؟ 
أتاه احدهم و قال له ... لماذا الحكم على أيام سيدنا أبو بكر و عمر رضي الله عنهم أفضل من أيام حكمك أنت؟
فرد عليه ... ان الرعية في عهدهم كانت مثلي أنا أما الآن فهي مثلك أنت ... 

فان لم تكن الرعية واعية و لم تكن قائمة بواجباتها و لم تكن عاملة مخلصة على الأقل في عدم عرقلة من يعمل او يحاول ان يعمل او يجتهد بحسب قدرته بكف الأذى بأداء الواجبات ... أي أسلوب يمكن به أن تعين 
حتى من يشتكون من القهر في البيت و كأنهم مأمورون بالبقاء في الشوارع ... يمكنك الاقتصاد و التدبير في المنزل في رزق الأسرة ... يمكنك التقليل من النفايات ... يمكنك فعل الكثير .. يمكنك التوفير 
الأبناء ... البنات ... اجتزت العشرين ولازلت تقول ... لم يعلمني احد؟ 

لنوجد تلك القاعدة المشتركة التي نعرف جميعا أننا نريدها و ننشر الوعي و نقم بواجباتنا ... و ننصح ... و نأمر بالخير و ننهى عن الشر ... لكي لا يشملنا العذاب جميعا ... 

أطلت و استرسلت و لا ادري حقا ترتيب ما كتبت و لكن ... 

حقا بحاجة للتوقف عن التذمر و النحيب كنساء الجاهلية ... 
و الالتفات إلى ما يمكن أن تفعله ... و إن كان ذلك كلمة خير تقولها أو تصمت ... 


قد لا نحتاج للنقاش في الموضوع لكي لا ندخل في حوار لا طائل منه إلا فشة غل ... و لكن بحاجة للتدبر و التفكر لا أكثر ...



شكراً

أكمل قراءة الموضوع...

الفرصة...

By 10/13/2013 06:02:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



تقبل الله منا ومنكم بارك لنا و لكم ... أسعدنا و أسعدكم بالقبول و المغفرة و العتق من النار ... 

العيد بفرحة العتق و بداية عهد جديد ... 

الا ترى في هذه المناسبة فرصة لا ... تعوض لزرع قيمة يحتاجها ابناءك و يحتاجها المجتمع بأن تكون معدية تتفشى فينا؟ 
بعد ان هزمناها و طردناها طوايعة؟ 

الا ترى انه من الافضل ان نحاول استغلال هذه المناسبة في غير اللحم و الشحم  و الشواء؟ و قرون الكبش و حجمها ؟ 

قد تكثر الاحاديث عن اسعار الكبش هذا العام ككل عام و جرت العادة ان يشتكي الجميع و لكنهم يشترون ... فلا اجماع على تركه لخفض سعره ... و قد يجد البعض انه يجب ان يفكر فيمن لا طاقة لهم بشراء الكبش و العيد و شم الشواء من غيرهم من الناس ... 

وما نُسي هو لماذا هذا العيد ؟ ما الحكمة و الدروس التي يمكن ان نستفيدها ؟ 

يمكن البحث عن ذلك فالمصادر كثيرة و لا تحتاج لتعب حتى تصل لمعرفة الحكمة من هذا العيد و ما معنى الفرحة فيه ... 

على الجانب الاخر من الواقع الذي يغرس فيه الاهل القيم في ابناءهم ... بتصرفاتهم بعيدا عن ما يدعون قولا ... الا من رحم الله ... 

الا ترى ان هذه فرصة لتعليم ابناءك قيمة أكبر بكثير من مجرد ان يكونوا كغيرهم من الناس؟ 

فرصة لتعليم الابناء التحكم في المشاعر و ان لا يكونوا تابعين لرغباتهم و شهواتهم و ان يتعلموا التحكم فيها لصالحهم لا ان تتحكم فيهم ؟ 

اليست فرصة بان تجعلهم يفكرون في أصل الفريضة و السنة و وجوبها من عدمه و ما الدروس التي يمكن ان نستفيدها منها لاجل استمرار حياتنا بفهم أفضل ؟ 

العادة جرت ... 
ان ... " حرام يا راجل معقولة تخلي الصغار من دون الجيران ما يذبحوش؟ و يقعدوا يشمو في الشواء و يجي في خاطرهم؟ " 

" هكي تخلي صغارك من غير ذبح خريف من دون الناس؟ " 

" و الله الا تحشمت من روحي و صغاري مقعمزين ما شافوش ذبح و سلخ و صارت هديك الحوسة و المصارين و الدم و التسييق" 

" فرح صغارك حرام تقعد من غير عيد و كان تتسلف و تشري خروف زيك زي الناس" 


هل تعتقدون ان هذه قيم يجدر بالاطفال تعلمها؟ 
و يهم يرون و يشاهدون و قد تكون ان صامت تفكر في كيف تشتري لهم خروفا ؟ 

ام أن تستغل هذه الفرصة إن لم تكن مقتدرا و حتى إن كنت مقتدرا ... أن تمتنع مرة عن الاضحية ... و هي سنة لا اثم على تاركها و ليست فرضا يعاقب من تركها ... 

أن تمتنع لتعلم ابناءك أنه أمر يمكن تركه و ان حياتكم ستكون بخير حتى إن كان الشواء في كل بيت الا انتم ... 

أن الحياة تكون باختياراتكم و انكم لا يجب ان تنظروا للجميع و تشعروا بالقل لانكم لم تذبحو ولم تسلخوا في هذا العام و ان هذه سُنّة و ليست فرضا و ان يمكننا هذا العام ان نهتم اكثر بالعبادات و الصيام و الصلاة و حضور صلاة العيد و عيش العيد مناسك لا عادات ؟ 

الا ترغب في زرع قيمة ما في عقول الابناء بدلا من زرع فكرة ان يجب ان تكون كالناس جميعا في كل شي و ان لا تكون مختلفا عنهم باي شكل كان .؟ 

قد تكون الفكرة غير مستساغة و لكن فكرة زرع قيم في ابنك و ابنتك و زوجتك فكرة تستحق ان تعمل لاجلها و لا تقل ...." ايه و الله ما جت الا على الخروف توة؟" 

نعم جت على كل شيء ... جت على اسلوبك و على قدراتك في ان تعلمهم الشيء قبل حدوث كارثة او قبل وجود حاجة له 

كما تعلمنا في مجتمعاتنا ان لا يخوض الابناء شيئا حتى يقع الفأس في الرأس و انهم يجدون انفسهم يتعلمون من التجربة التي لا خبر لهم عنها ولا معلومة و كثيرا حتى في امور فطرتهم و بلوغهم حتى يدق الباب... 

فرصة ان تعلم ابناءك أن العيد ليس لحما و ليس قديدا ولا شواء و لا كبش بغالي الثمن تشتريه ...
وانكم لن ينقص فيكم شيء ان لم تفعلوا ما يفعله الناس جميعا و ان تركز على القيم الاخرى للعيد و النسك و العبادة ...

قد يكون ذلك اكثر رقيا و تربية من مجرد ان يتعلم ابناءك الوصفة التي اودت بمجتمعنا الى ان اصبح الدين لدينا عادة و الخوف من الناس اهم من الخوف من خالق الناس ... الا من رحم الله 


فكر ... حتى ان اشتريت الاضحية ... فكر في ان تجعلها فرصة لتعلم ابناءك قيمة جديدة ... تنبههم و تنبه نفسك لشيء يبقى ... تجده فيهم عندما تشيخ و يكبروا ... لتقول انك غرست و ها قد ان و قت القطاف بما سينفعك ... 



بارك الله لنا و لكم و جعلنا و اياكم من عتقاء جهنم و المستقرين في الجنة بلا نصب و لا عذاب ... 


مباركة كل ايامكم ... 

كل سنة و انتم كويسين ... 

شكراً
أكمل قراءة الموضوع...