وزارة التعليب ...

By 5/27/2013 09:58:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




قد يبدو الأمر غريبا للوهلة الاولى ...

أسمعت من قبل عن وزارة للتعليب؟

بالتأكيد لم تسمع عنها من قبل ... ولكنها موجودة حتى عندما كانت أمانة ولم تكن تسميتها بالوزارة ...

التعليب تجارة رابحة ... فقد كان لاكتشاف التعليب الفضل في التمكن من حفظ الكثير من المأكولات لفترات طويلة ، و كذلك تسهيل توصيلها لاماكن ابعد بكثير ، و التعليب يبدأ مما دون علب السردين حتى الحاويات الكبيرة التي تحمل فيها البضائع شرقا و غربا ، و ربما حتى بيوت بعض الثقافات في وقتنا الحالي ما هي الا علب و تعليب للناس انفسهم ...

ما يحدث في التلعيب هو إنتاج كميات كبيرة من ذات المنتج بذات المواصفات بذات الحجم و الطعم ربما و الخصائص ... بحيث يكون كل الإنتاج و كأنه علبة و احدة لا فرق بين هذا ولا ذاك ... سواء العلبة رقم عشرة أو العلبة رقم عشرة بعد الخمسة عشر مليون ... كلها لا فرق بينها ...

نفع ذلك الامر الكثير من التجار و العائلات و المستهلكين بالتأكيد ... و لكن ما علاقة كل هذا بوزارة التعليب ؟

نعم لدينا في بلدنا وزارة اسمها وزارة التعليب ...

لا ليس لدينا هذه الوزارة ... لم أسمع بها من قبل ...

ربما لأنك لم تنتبه أنها تقوم بالتعليب ليكون إنتاجها كله مشابه لبعضه البعض بشكل مسبق و إن لم يكن الانتاج مشابها ندعوها بالفاشلة ... رغم أن فرضية تشابه الانتاج في هذه الوزارة أمر فاشل دون أدنى حاجة للتفكير فيه ...

نعم إنها وزارة التعليب التي يدخل اليها الصغير ليوضع في نظام مشابه يوضع فيه كل من هم أمثاله ... لينتقل من مرحلة التعليب في تلك السن الى المرحلة التي بعدها ... و يعامل الجميع بذات المعاملة دون تفريق بينهم حتى في طبيعتهم المختلفة بعضهم عن بعض ...

فلم نخلق نحن البشر بذات الفكر ولا ذات مستوى التفكير و العقل و الفهم و لا حتى الميول ولا المواهب ... فلكل منا أيا كان موهبة ما ... مختبئة في جزء من شخصيته ... ولا يكتشفها الا بوجود ظروف معينة تساعده على اكتشافها و اظهارها و استغلالها و عندها سيكون للوقت عند صاحب الموهبة المكتشفة مفهوم مختلف تماما عن الوقت لدى من يمارس ما لا يهتم له ويمارسه مكرها لأنه أدخل خط الانتاج التسلسلي الذي يستوجب مرور المنتج بمراحل متشابهة أيا كانت طبيعته و قابليته و موهبته في الحياة ... و يخرج من اختبار كشف الجودة ذاته مع كل من معه حتى وهم لا يتوافقون ولا يتساوون في مهاراتهم و اهتماماتهم ز مواهبهم الربانية و مستوياتهم الفكرية...

فهنيئا لنا بنظام التعليب الذي سرعان ما تنتهي صلاحيته ويفسد المال و البطن ولا طعم فيه  ...



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...