نظرية و تطبيق ... النظام و التنظيم

By 7/21/2009 02:57:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



عادة ما نتحدث عن النظام وأننا بحاجة إلى النظام ... ويجب علينا تطبيق النظام ... و التنظيم و جعل حياتنا أكثر نظاما ... والتنظيم في الحياة العملية والعلمية والخاصة والعاطفية ... أمر مطلوب ...

ولكن ... في الحقيقة ... أننا لا نحب النظام .. في داخلنا ...
نعم لا نحبه ولا نطيقه وتلك هي الصورة الواقعية لا نحبه لأنه يفرض علينا قيودا لا نريدها ...

مع أننا يجب أن نكون منظمين ... ونحتاج لان نكون منظمين ....
تلاحظ انه إذا ما فرض نظام في مكان ما أو وضعت القيود للتنظيم .. فان أول ما يفكر فيه الجميع هو التحايل على هذا القيد للتخلص منه ..

لأنه يفرض علينا أن نبذل مجهودا اكبر مما نعتقد انه علينا ان نبذله

و الغريب أننا لا نحاول التحايل على نظام فيه أصحاب البشرة الحمراء الآتين من غرب الكرة الأرضية بل أننا نحاول أن نثبت أننا قادرون على أن نتبع النظام ونكون أول من يطبقه وفي ذلك إثبات للجدارة و ربما يكون هناك خوف داخلي مدفون من أصحاب البشرة الحمراء "إلا من رحم ربي" واننا نحمل صورة في اذهاننا تجاههم بانهم في غاية النظام
ولكن اذا ما كانت الادارة غير ذلك وفيها من هو "لينا " أي قريبي فحدث ولا حرج
وإذا ما ناقشته فان أول ما يصدر عنه أن النظام أمر ضروري ...
ولكن هل ملتزم أنت بالنظام .. وبضوابطه وقيوده ...
لأنه لن يوجد نظام بدون قيود وضوابط ..
أم أنني مخطئ في هذا ..
تو ريت هذا .. البرنامج اللي داروه لنا ... شن البرنامج بالزبط .. عندك كيف؟ ..
عادي مشي امورك ماعندكش مشكلة ... الحل عندي ايه .. الحضور الانصراف .. أنا انوقعلك عادي ...
الورق .. ارمي ما تعدلش في من ينظف ...
بكرا ساهل شن أدور فيه متعودين على المشي و الجي ...
تو هذا ينحط في خانة التسيب او الفوضى .. ام عادي و بجوها
وإذا ما تحدثت عن النظام .. بالمقارنة بالحقوق ... فان المطالبة بالحقوق دائما في المقدمة ..
وإذا ما طالبت بالنظام فان الحديث سهل .. ولكن في الوسع بس ...
و جميعنا يعرف انه يجب موازنة كفة الواجبات و الحقوق
على قدر ما تقدم و تعطي من واجبات يمكنك المطالبة بحقوق
ولأننا لا نبدي رغبة جدية في أداء الواجبات رغم مطالبتنا بالكثير من الحقوق
فان النظام أمر غير مجدي لمجتمع كمجتمعنا .. لأنه يفرض علينا التقيد ...
ونحن أناس أحرار نحب الحرية .. ونحب التصرف بعفوية وتلقائية ...
وتهمنا مصلحتنا أكثر من مصلحة العامة "إلا من رحم ربي"
و يجب ان لا تفرض علينا القيود والضوابط ... وغيرها من الأمور التي تعكر علينا صفونا ...
يكفيني أن أسجل في هذا المكان تعيينا أتقاضى عنه مرتبا ... ووليد عمي أيغطي علي ...
حتى نظام تسجيل الدخول بالكرت ولا غيره انديروله رأي .. كلفهم أموال طائلة لكن عادي دخل فيه عود ..
تو يفسد
ويقوف ..
معاش ايصير منه ...
شن رأيكم .. مش المفروض نتخلوا عن فكرة التنيظم وانعيشو "بعلي" .. وخلاص ...

بدل ما نتعبوا في أنفسنا و نديروا في أنظمة بعد الأنظمة وبعدها نديرو في أنظمة انظموا بيها الأنظمة الأولى و نكسروا فيها بصاحبي وصاحبك و لد عمي و خالتي وعمك

لان النظام لو لم يكن نابعا من الرغبة و الدوافع الداخلية للإنسان لقناعته بان هذا الشيء خير و فيه منفعته فلن يكون هناك أي دافع خارجي يمكنه أن يقوم بما تقوم به نفس الإنسان وقناعته في دفعه إلى أن يلتزم بالنظام الطبيعي للحياة وهو ما يكون بفطرة الإنسان.

خصوصا أننا رأينا أن كافة أنواع الضوابط و الجزاءات حتى الدفع منها لم تأتي بالنتيجة ...

ربما أننا لو قمنا بإحصائية الآن لوجدنا أن عدد مستخدمي حزام الأمان تناقص عن ذلك الأسبوع الذي كان الحديث فيه عن المخالفة شديد اللهجة و ذائع الصيت.

فلو لم يكن الجميع مقتنعون بان افعالهم يجب ان تكون محكومة بنظام اخلاقي متعارف عليه بين الجميع ليصح ان يطلق علينا تسمية مجتمع فانه من الصعب الاستمرار في الحديث عن نظام وتنظيم
الا توافقونني ؟

ملاحظة: الكثير منا يرغب في ان تكون حياته منظمة و الكثير ممن لا يحبون النظام لانه يصب في غير مصلحتهم يتبعون النظام عندما يذهبون الى بلاد الساعة المضبوطة دون ان يطلب منهم او يفرض عليهم .
شكرا